كشتة بر عريعرة-اكتوبر-8-2023

11 10 2023

لهفة الكشاته ومحبي البر للأجواء المعتدلة والشتاء لا تقل عن لهفة اصحاب الحلال والبدو، بل نستطيع ان نقول انها اكثر لأنها الفرصة الوحيدة المتاحة للاستمتاع بالمناطق البرية من منطلق ترفيهى اختياري

فما ان تبدأ الاجواء بالاعتدال وتنخفض درجات الحرارة نسبيا حتى يبدأ هواة البر والكشاته بالاستعداد ووضع الخطط للقيام برحلات ترفيهية واستكشافية كل بحسب اهتماماته وميوله

من المناطق القريبة والمشهورة للكشتات تلك الواقعة غرب عريعرة واطراف الصمان. فهذه المناطق على قلة المسطحات الخضرة في هذا الوقت من السنة، الا انها تتمتع بطبيعة جغرافيه مشكلة من هضاب وجبال وصخور والقليل من المسطحات الرملية. كما يوجد بها بعض المغارات والكهوف الجميلة تنفع كمصدات هوائية وملجأ من حرارة الشمس اضافة الى التجاويف الارضية/الدحول. لهذه الاسباب وللاستمتاع بهدوء الصحراء، فقد كانت تلك المنطقة هدف رحلتنا الخاطفة لمدة ليلة واحدة بتاريخ الثامن من اكتوبر 2023 والمكونة من ثلاث سيارات

انطلق المشاركون من الدمام والاحساء بعد ظهر الاثنين ليتم اللقاء الساعة الثالثة في عريعرة. بعدها انطلق المشاركون من عريعرة بأتجاه الغرب في طريق صحراوي وقبل غروب الشمس تقرر التخييم في احد الوديان الصغيرة التي تحيط به بعض التشكيلات الجبلية الرسوبية التى تكثر في تلك المنطقة

بعد اعداد وتناول العشاء تلك الليلة، امضى المشاركين ليلة ممتعة في الحديث في شتى المواضيع ذات الاهتمام المشترك. درجة الحرارة ليلا كانت معتدلة وساهم في اعتدالها سرعة الرياح التي كانت متحركة لكن مقبولة وغير مثيرة للاتربة

في اليوم التالي وبعد تناول وجبة افطار خفيفة باكرا، انطلق المشاركين لمشاهدة احد الكهوف/المغارات الواقعة بين الجبال ومن ثم المغادرة باتجاه عريعرة والعودة. حرارة الجو صباحا وحتى الساعة التاسعة كانت مقبولة في الظل فقط وهذا ما جعلنا نعجل بالعودة





رحلة موقع نيزك الصمان – يناير4-2022

6 01 2022

رحلة موقع نيزك الصمان

(الكاميرات…الهواء…اللحمة…الكلاب)

من أجمل وامتع الكشتات، على الاقل في رأي الشخصي، هي التي يكون دافعها استكشافي أو لتجربة ادوات للرحلة واضافات للسيارة، وهذا ما ميز رحلتي الفردية للصمان. فهذه الرحلة كان محركها الاساس استكشاف موقع سقوط نيزك أضافته الى تجربة بعض الاضافات والتعديلات للسيارة

قرار القيام بهذه الرحلة الفردية في منتصف الاسبوع (يوم الثلثاء) كان له قصة من المناسب ذكرها. ففي الآونة الاخيرة قمت بتعديلات داخل السيارة واضافات كهربائية تحت عنوان (اصنعه بنفسك) وهي

عمل قاعدة حديد للثلاجة لتكون ثابته في ارضية السيارة ببراغي

 عمل دعامة حديد ثابتة ببراغي في ارضية السيارة لدعم لوح النوم داخل السيارة

شراء لوح طاقة شمسية متحرك لتعبئة البطارية الثانية اثناء الوقوف وعمل كل التمديدات الكهربائية اللازمة

شراء وتركيب وتمديد جهاز لقياس وعرض كمية الكهرباء الداخلة والخارجة للبطارية الثانية

شراء متعلقات للنوم داخل السيارة وادوات طبخ جديدة

منذ عمل تلك التعديلات والاضافات للسيارة وخصوصا الكهربائية منها وانا اتحين الفرصة والتوقيت المناسب للقيام برحلة لتجربتها، وهطول الامطار الاخيرة على الشرقية رفع منسوب الحماس للقيام بتلك الرحلة … لكن الى أين؟

في تلك الاثناء، أرسل لي أحد الزملاء رسالة واتس آب لعنوان على قوقل ارث لمكان يقال انه موقع سقوط نيزك قديم في الصمان مصحوبة بصور لأحد الاشخاص في الموقع، حينها لمعت في رأسي فكرة الذهاب لذلك الموقع وتحدد مكان الرحلة المنتظرة وخلال 24 ساعة تم التجهيز للرحلة

النيزك يقع غرب الصرار قرب جبل يقال له جبل العوابد في منطقة شبه مفتوحة الا من بعض الهضاب وسهل الوصول. الشكل العام لموقع السقوط وخصوصا من بعيد يأخذ شكل فوهة بركان وهذا امر متوقع لأن ارتطام جرم سماوي وبسرعة هائلة بالأرض سوف يحدث حفرة بحسب حجمه مع ازاحة كمية من الاتربة والصخور من موقع السقوط مشكلا ما يبدو وكأنه فوهة بركان

ليس فقط الشكل المتكون ما يجعلنا نعتقد انه موقع سقوط نيزك او اي جرم سماوي، لكن لون وطبيعة الصخور المتواجدة في المكان تتميز عن الصخور الرسوبية الجيرية او الرملية لهضاب وجبال تلك المنطقة. بعض الصخور الموجودة في الموقع لها لون داكن وطبيعة صلبه ينبئ بمحتواها للحديد والمعادن الاخرى كالنيكل

ارتفاع الشكل المتكون من موقع السقوط ليس عاليا ويمكن الوصول للحافة العليا بسهولة من الجهة الغربية لكن بحذر. الحافة الصخرية العليا ذات اللون الابيض تبدو وكأنها تشكلت عن طريق الانصهار ثم التصلب وذلك بفعل شدة حرارة الارتطام

على الرغم ان هذه الرحلة تميزت بدوافعها وكيفية تبلور قرار القيام بها، الا انها تميزت أكثر بأحداث مفاجأة تفسر العنوان الاخر للرحلة (الكاميرات…الهواء…اللحمة…الكلاب)

لن اتكلم الكثير فيما يخص العنوان الآخر لأنكم ستحصلون على الاجابة من خلال فديو الرحلة على قناة رحلاتي على اليوتيوب واكتفي بالقول ان الفيديو سوف يرسم الابتسامة على شفاهكم ان شاء الله … اشترك في القناة و فعل زر الجرس ليصلك تنبيه بجهوزية الفيديو وعن كل جديد





رحلة للصمان بنكهة تاريخية وجيولوجية

29 11 2021

نوفمبر 2021

على الرغم من رحلاتي السابقة والمتعددة للصمان، الا ان هذه الرحلة لتلك الارض الصخرية الوعرة تعتبر مختلفة لكمية المعلومات التاريخية والجيولوجية التي حصلت عليها من خلال شخص مميز وجيولوجي فذ، منسق الرحلة

جميع رحلاتي للصمان في السنوات السابقة كان يغلب عليها طابع الكشتة والترفيه وخصوصا عندما تكتسي الارض بالربيع وتزدان بمختلف النباتات والزهور البرية الجميلة وتتحول بعض مناطقها الى رياض وفياض لتصبح كعبة ا للرعاة والكشاته. لم يخطر ببالي ان تاريخا ضاربا في القدم قد خط على الكثير من جبال وهضاب وصخور تلك الارض المقفرة

لقد تبين لي وبالدليل القاطع والمشاهدة العينية وبمساعدة منسق الرحلة ان بعض الصخور المتناثرة في بعض مناطق الصمان عبارة عن عظام حيوانات متحجرة سادت وبادت من عصور قديمة قد تصل الى خمسة عشر مليون سنة اضافة الى وجود الكثير من متحجرات اجزاء الاشجار والنخيل من تلك الفترة

ومن الادلة التاريخية المبهرة للصمان اكتشافنا لبعض المدافن لقبائل من عصور قديمة جدا والتي كانت محددة بطريقة فريدة ومنظمة باستخدام الصخور كما شاهدنا الكثير من المخطوطات والرموز والرسومات لبعض الحيوانات على بعض الجبال والهضاب

كل تلك الاكتشافات ا لجيولوجية والتاريخية في الصمان لم تكن لتكتشف لولا وجود المهتمين والمختصين امثال منسق رحلتنا الذي فضل عدم الكشف عن تلك المواقع لكيلا تتعرض لعبث العابثين. كما ان للجهات الرسمية المختصة الفضل في تسوير تلك المواقع الجبلية التي تحتوي على تلك الرسومات والرموز للحفاظ عليها لما تمثله من ارث تاريخي وأثري والسماح للمهتمين بمشاهدتها عن قرب بالتنسيق معها

منطقة الصمان جميلة بكل تفاصيلها رغم وعورتها، لكن بعد الاطلاع على ارثها الجيولوجي والتاريخي الضارب في القدم فسيصبح لدي

سبب آخر ومهم لتكثيف الزيارات الاستكشافية و الترفيهية على حد سواء





وادي السبسب – يناير 6 2021

14 01 2021

كل عام وبعد موسم الامطار بأسابيع يتهافت الكثير من الرحالة والكشاته على الخباري والفياض المتناثرة بكثرة في أرض الصمان للاستمتاع بربيعها وما تزخر به من نباتات وزهور برية في اجواء غير ملوثة وبعيدة عن صخب المدن

وللوقوف على ربيع هذا العام بعد موجة الامطار الاخيرة، فقد قمت برحلة استكشافية قصيرة لجبال جودة ووادي السبب ودحل السبسب و اطراف الصمان مع ابني عبدالله الذي يزور الصمان لأول مرة

برنامج الرحلة يتضمن المرور على اصبع جودة و جبال جودة والتجول داخل بعض الكهوف فيها اضافة الى زيارة دحل السبسب ثم الوصول لفيضة ام اسدر و ام المصران

اصبع جودة وجبال جودة وبعض كهوفها كانت المحطة الاولى للرحلة حيث امضينا وقت ممتع وخصوصا للتصوير. المحطة الثانية كانت التوجه الى دحل السبسب والذي شكل لي مفاجأة صادمة لأني اعرف الدحل جيدا من زيارات سابقة وخصوصا فتحاته

أدهشنا اختفاء فتحات الدحل وكأنها طمرت تماما. لا اعلم ان كانت طمرت بفعل فاعل لسلامة الناس كونها تشكل خطر للوقوع فيها لأنها بمستوى سطح الارض، أم طمرت بفعل انجراف الرمال والتربة بسبب الامطار

المحطة الثالثة للرحلة كانت التوجه لفيضة ام سدر والتي شكلت لي الصدمة الثانية حيث تم قطع جميع اشجار السدر والتي لكثرتها كنا نستدل بها على الفيضة من بعيد عوضا عن الجي بي اس، وهذا اقل ما يقال عنه انه تدمير بيئي بامتياز لأنه من الواضح انه بفعل فاعل

بما انه لا أثر لأمطار في تلك المنطقة، مجر ارض جرداء, قررنا الغاء الذهاب لفيضة ام المصران والرجوع الى منطقة دحل السبسب والاكتفاء بالتخييم والمبيت في الجبال القريبة

كنت اتمنى ان يشاهد ابني خباري وفياض الصمان وهي ترفل بحلتها الخضراء متزينة بشتى الوان الزهور البرية كما الفتها في سنوات سابقة، لكن من الواضح ان موسم امطار هذه السنة لم يكن ليسعف ذلك الجزء من ارض الصمان





رحلة فردية لصحراء جودة – نوفمبر 2020

13 11 2020

عام 2020 شكل ازمة للعديد من الناس على مستوى العالم بسبب وباء كورونا حيث فرضت اغلب الدول حجرا كليا او جزئيا على شعوبهم، لكنني حولت تلك الازمة الى فرصة في اجراء الكثير من التعديلات والاضافات والصيانة لسيارة اللاند كروزر المخصصة للرحلات وجميع تلك الاعمال تقع تحت عنوان اصنعه بنفسك

لكن الكثير من تلك التعديلات او الاضافات او الصيانة خصوصا لسيارات الدفع الرباعي مثل اللاند كروزر تتطلب تجربتها من خلا القيام برحلات برية بعيدة نسبيا ووعره لتقييمها قبل القيام برحلات ابعد واشد وعورة. لذلك، ما ان رفع الحجر حتى قمت برحلة قصيرة لمدة يوم وليلة الى منطقة الصمان غرب هجرة جودة عند ابهام جودة واستكشاف السلسلة الجبلية هناك والمبيت عندها

لم اشارك احد في هذه الرحلة لأمرين، الاول تحقيقا للتباعد الاجتماعي بسبب الوباء و ثانيا لأشباع رغبتي بالتصوير الفوتوقرافي والفيديو والجوي اضافة طبعا لاخذ الوقت الكافي للاستكشاف والبحث عن مناطق للتصوير دون الوقوع في حرج مع المشاركين جراء التأخير

 التعديلات والاضافت والصيانة التي قمت بها للسيارة ما يلي

تركيب جانبينات بلستين امام وخلف

تركيب وتوصيل شاحن ومنظم بطارية ثانية من شركة رد آرك الاسترالية

تركيب سنوركل للسيارة

تمديدات كهربائية داخل كبوت السيارة

تمديدات كهربائية مع تركيب مفاتيح داخل السيارة مع اضافة موزع كهرب للمنطقة الخلفية واضافة انوار

تركيب وتوصيل دينمو ماء لخزان الماء مع اضافة قارئ مستوى الماء

عمل مظلة للسيارة

تفصيل وتركيب قاعدة للعفريتة الهاي لفت جنب الاطار الاحتياطي

تعديل ادراج الخشب الخلفية وعمل لوح خشب منجد و متحرك متصل بسطح الادراج لأستخدامه كسرير للنوم داخل السيارة

*عمل طاولة معلقة بباب السيارة الخلفي قابلة للطي

تركيب محول كهرب 220 مع عمل التمديدات الكهربائية اللازمة

انطلقت من البيت صباح الاربعاء 10 نوفمبر 2020 بأتجاه هجرة جودة ومنها للهدف الاول ابهام جودة. يفترض ان الطريق سهل وسالك بحسب رحلة سابقة عام 2018، لكن ولعدم وجود بنزين في جودة اضطررت للمواصلة الطريق لعشرة كم بأتجها طريق عريعرة للتزود بالوقد ثم الرجوع لجودة. لكن قبل الوصول لجودة بسبعة كم لاحظت ومن خلال المسار على الجي بي اس ان الدخول برا من تلك االنقطة سوف يوفر الكثير من الوقت للوصول لابهام جودة وهذا كان قرار غير موفق كما سيأتي

على الرغم ان المسار من تلك النقطة بأتجاه ابهام جودة بدا سالكا على الرغم من وجود بعض المسطحات الرملية الا انه يؤدي الى قمم سلسلة الجبال المطلة على أبهام جودة. امضيت ما يقارب ساعتين ابحث عن طريق للنزول من تلك الجبال دون جدوى لدرجة انني وصلت الى نقطة يمكن مشاهدة ابهام جودة على بعد 2 كم فقط لكن لا طريق آمن للنزول. جميع السليتات تؤدي الى طريق مسدود، اي انحدارات جبلية خطرة جدا

حينها قررت الرجوع من نفس الطريق الذي اتيت منه والوصول لابهام جودة عن طريق هجرة جودة كسبا للوقت وتفاديا للخطر كوني لوحدي في تلك المنطقة الوعرة. ربما يكون سلوك ذلك الطريق قرار غير موفق الا انه منحني فرصة جميلة ومثيرة لأختبار السيارة ومشاهدة مناظر خلابه لتلك التكوينات الجبلية من الاعلى

لا يساورني شك بوجود منفذ او طريق للنزول من تلك السلسلة الجبلية للوادي الذي يقع فيه ابهام جودة لأننا في رحلة سابقة مع الاجانب عام 2018 تمكنا من الصعود لتلك الجبال وان بصعوبة من خلال وادي ضيق ومتعرج, لكن ذلك التحدي يتطلب الكثير من الوقت ووجود أكثر من سيارة وهوما لم يكن متوفر

وصلت أبهام جودة عند العاشرة والنصف صباحا وامضيت وقتا للتصوير بجميع اشكاله واداء صلاة الظهر والاستراحة قليلا. كان الجو رائع في الظل والمنظر خلاب لتلك السلسلة الجبلية من تلك التلة التي يقع عليها ذلك المعلم الصامد على مر السنين على الرغم من قسوة عوامل التعرية التي تنهش جوانبه لتشكله على هيئة اصبع الابهام وهذا سبب التسمية … بالمناسبة، الاجانب يطلقون عليه اسم أبهام ابليس

غادرت أبهام جودة باتجاه نقطة اخرى كانت ضمن رحلتنا عام 2018 وهي عبارة عن وادي ضيق بين الجبال طوله 17 كم. بمجرد قطع كيلومتر واحد داخل ذلك الوادي الضيق حتى قررت التراجع لشدة وعورة المسار ولعدم وجود سيارات مشاركة لتقديم المساعدة عند الحاجة

حينها خيمت عند مدخل الوادي في موقع آمن وذو تشكيلات صخرية رائعة نحتت بأنامل المياه وانفاس الرياح على مر السنين. بعد اعداد المخيم والتجهيز لوجبة الغداء/العشاء، قمت بأخذ جولة راجلا حول لاستكشاف المكان والتمتع بمشاهدة تلك التضاريس والتشكيلات الصخرية وتصويرها. بعد ذلك قمت بتصوير فديو قصير عن آخر الاضافات للسيارة وهو المظلة للحديث عن فكرة عملها وطريقة فتحها وطيها. لم تجهز وجبة الغداء/ العشاء حتى اطل الليل بسكونه فتحولت الوجبة الى عشاء وهي اول كبسة لحم اقوم بطهيها في أحد رحلاتي.

 لم يكن الليل المظلم اقل بهجة من النهار، فقد اضفت قناديل السماء على تلك العتمة جمالا اخاذا يسلب الالباب ويحبس الانفاس لروعتها وجميل صنعها، فتبارك الله أحسن الخالقين. ذلك الظلام الدامس وتلك النجوم الساحرة في كبد السماء الصافية ووجود تلك التشكيلات الصخرية جميعها شكلوا دافعا لأخذ صورا رائعة للمجرة والنجوم بخلفية تلك التشكيلات الصخرية

ولتجربة أحد التجهيزات للسيارة، فقد نمت داخل السيارة على ذلك اللوح المنجد المتصل بالأدراج الخلفية كما اسلفت بعد فرش السليب باق وكانت بحق تجربة رائعة نعمت فيها بنومة هادئة ومريحة

صوت العصافير والقوبع الذي يكثر في منطقة الصمان كان له رنين وصدى مختلف في تلك التشكيلات الصخرية والمغارات مما جعل للاستيقاظ فجرا للصلاة طابع مميز ومذكرا بقوله تعالى وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ

بعد التقاط بعض الصور للمكان عند شروق الشمس وتناول وجبة الافطار غادرت موقع التخييم لاستكشاف المزيد من التشكيلات الجبلية والمغارات التي كان لعوامل التعرية كالرياح وجريان مياه الامطار بالغ الاثر في تشكيلها وهندستها.

بعد امضاء قرابة الساعتين من الاستكشاف غادرت المنطقة منهيا رحلة دامت يوم وليلة محققا جميع الاهداف المرسومة اكانت تجربة التعديلات والاضافات للسيارة او المغامرة والاستكشاف التي هي جزء لا يتجزأ من طبيعة رحلاتي





وادي السبسب-30-نوفمبر-2018

4 12 2018

كان لي متعة المشاركة في رحلة قصيرة نهاية الاسبوع نوفمبر 30 2018 لمنطقة وادي السبسب في الصمان متضمنة المبيت ليلة واحدة. الرحلة كانت من تنسيق مجموعة هوات الرحلات البرية من موظفي ارامكو في  الظهران

الرحلة كانت تهدف لزيارة المناطق الجبلية والكهوف القريبة والمحيطة بوادي السبسب وخصوصا المميز منها اضافة الى كهف او دحل السبسب. كما تضمنت الرحلة  العبور بالسيارات لبعض الوديان الضيقة

من اهم المعالم الجبلية المميزة التي كانت ضمن الرحلة ما يعرف بأسم أبهام ابليس، وهو عبارة عن جبل مستقل شبه اسطواني على شكل ابهام اصبع يصل ارتفاعة تقريبا 50 مترا. لا اعلم سبب تسميته ابهام ابليس لكن تبين فيما بعد بأنه يطلق عليه أصبع جودة نسبة لهجرة جودة القريبة منه

كان موعد اللقاء بالمجموعة الساعة 8:30 صباح الجمعة عند جبل اصبع جودة حيث وصلت للمكان في الموعد المحد. وصلت المجموعة قرابة الساعة 9:15 وللمفاجاة كان عدد السيارات المشاركة  19 سيارة اضافة الى سيارتي … عدد كبير لم اكن اتوقعه

بعد التعرف على بعض اعضاء المجموعة و اخذ الصور للمعلم الجبلي غادرت المجموعة بأتجاه سلسلة الجبال والكهوف المحيطة والقريبة من وادي السبسب في طريق بري سهل القيادة لكن كان واضحا تأثير غزارة هطول الامطار على المنطقة لرطوبة الارض وكثرة المستنقعات المائية وانجراف للتربة

توقفت المجموعة في احد الوديان لوجبة الغداء في اجواء معتدلة البرودة وممتعة. بعدها واصلت المجموعة طريقها من خلال هذا الوادي الذي تطلب الخرج منه المرور من خلال طريق ضيق بين الجبال وارضية طينية رطبة تؤكد بأنه كان ممر سيل

بعد الخروج من ذلك الممر الضيق ، عبرت المجموعة بين مجموعة من الجبال تطلب عبورها تحد لوجود مرتفعات صخرية غير مستوية وتشكل عائق للسيارات على الرغم انها ذات دفع رباعي. حينها تطلب الامر وضع بعض الصخور لجعل الطريق اكثر ملائمة لعبور السيارات

بعدها اكملت المجموعة طريقها بأتجاه دحل او كهف السبسب في طريق تكثر فيه المستنقعات المائية واخضرار للارض جراء الامطار. عند الاقتراب من دحل السبسب اخذت المستنقعات المائية تكبر لتشكل مسطحات مائية اقل ما يقال عنها انها بحيرات حيث وجدنا بعض من البدو يجلسون على شواطئها وكانهم على شواطئ بحرية وهذا شاهد على ان الامطار التي سقطت على منطقة الصمان هذه السنه كانت كبيرة جدا

وصلت المجموعة دحل السبسب بعد الظهر حيث وجدنا مستنقع مائي يغطي منطقة الدحل وجميع مداخله عدا مدخله الصغير. لكن ما شد انتبهنا هو وجود نوع من الاسماك او الروبيان يسبح في ذلك المستنقع. انا شخصيا لم استغرب كثيرا لوجود هذا النوع من الاسماك لعلمي مسبقا بأن بيوض هذا النوع من الاسماك لها القابلية بأن تبقى في التربة لسنوات وبمجرد هطول الامطار تفقس لتنتج هذا الاسماك وتستمر دورة حياتها قرابة 90 يوم لتتناسل وتبيض ثم تموت لجفاف المياه وتبقى بيوضها في انتظار هطول امطار مرة اخرى لتستمر هذه الدورة … سبحان الخالق

بعد قضاء بعض الوقت عند دحل السبسب قررت المجموعة التخييم في الجبال القريبة من الدحل لتنهي يوم حافل بالاستكشاف والاستمتاع بمنطقة وادي السبسب.

صباح اليوم التالي – السبت، وبعد تناول وجبة الافطار ابدى بعض المشاركين رغبتهم بالمغادرة والرجوع للظهران الساعة التاسعة حينها قررت وبالتنسيق مع قئد الرحلة بألانفصال عن المجموعة لرغبتي بالبقاء لاكتشاف بعض المناطق في الصمان والاستمتاع بهذه الاجواء الرائعة على الاقل الى نهاية يوم السبت. كما انني اود التوقف عند تلك البحيرات الجميلة التي مررنا بها وتصويرها بما يكفي

تركت المجموعة وكانت وجهتي الاولى فيضة ام سدر التي تبعد 17 كم تقريبا غرب دحل السبسب لمعرفتي التامة بها وعن مدى اخضرارها بعد هطول الامطار. كان واضحا تأثير السيول والامطار على الطريق الى فيضة ام سدر من خلال انجراف التربة وكثرة المستنقعات المائية

عند وصولي لفيضة ام سدر سرني مشاهدة ارضها مخضرة واشجار السدر فيها تشع بالحياة مجددا وبعض الابل ترعى في وسطها ووجد خيمة لثلاثة اشخاص من الكشاته مما اثار ذاكرتي في استرجاع تلك الاوقات التي امضيناها في التخييم في هذه الفيضة الجميلة قبل سنوات. من المتوقع بعد شهر ان تزداد كثافة المسطح الاخضر في الفيضة وتكثر الزهور البرية وخصوصا زهور البابونج كما ان شجر السدر يكبر لتتحول الفيضة الى جنينه رائعة وسط الصحراء

امضيت قرابة ساعتين في فيضة ام سدر للتصوير واجراء بعض الحوارات مع الكشاته وتوثيقة بالفديو والذي اشكرهم على الموفقة على ذلك ثم تناولت القهوة معهم ثم المغادرة

توجهت بعدها بأتجاه اول المسطحات المائية او البحيرات مرورا بدحل السبسب والقريبة منه. قمت بتصويرها وتوثيقا بالفديو ثم توجهت للبحيرة الثانية والاكبر في المنطقة لأفاجاء بوجود بعض العوائل المخيمين عند شطئها، لكن لم يمنعني ذلك من التوجه اليهم والسلام عليهم والتعرف عليهم

تبين من خلال الحديث مع رجال تلك العوائل بأنهم من قبيلة العجمان من سكان مركز شفية وان وجودهم في هذا الموقع عند البحيرة ما هو الا كشته عائلية في هذه الاجواء الجميلة. حسن خلقهم وكرمهم شجعني على الجلوس معهم وقبول ضيافتهم وحتى تصويرهم واجراء حوار توثيقى بالفديو معهم ومع شايبهم. كما تحدثت مع احد ابنائهم ويدعى ابو نايف وهو من محبي هواية الصيد بالصقور وطرح بعض الاسألة عن الصيد والصقور. كما تبادلت اطراف الحديث مع احد الابناء الشباب ويدعى مرقاب سالم العجمي والذي يعمل مقاول. تناولت الغداء معهم وشكرتهم عل حسن الضيافة ثم غادرت بأتجاه طريق عريعرة مرورا بدحل السبسب كطريق رجعة وانهاء اليوم

الطريق البري من دحل السبسب الى احد محطات البنزين على طريق عريعرة البالغ 35 كم جي بي اس  كان رائع بأمتياز على الرغم من وعورته وكثرة الانجرافات الطينية بفعل السيول والامطار. البر كان يشع بالحياة لكثرة المناطق الرطبة والابل وبدايات اخضرار الارض

اثناء قيادتي للسيارة لاح لي في الافق مسطح مائي والى جنبه سيارة لاندكروز وشخصان جالسان يتناولان الغداء. عند الاقتراب منهم والسلام عليهم دعوني للضيافتهم فلبيت دعوتهم فقط للتعرف عليهم ولحسن الطالع تبين انهم من متقاعدي ارامكو الكبار والمشاهير. احدهم هو  الاستاذ فهد الموسى من كبار الرؤساء في ارامكو والثاني نار على علم يدعى قريان الهاجري احد اشهر الدليلة في البر

كانت لحظات سعيدة جدا لي ولهم ان نلتقي في مكان جميل واجواء اجمل. تبادلنا اطراف الحديث والذكريات كما حدثتهم عن هواياتي ومحبتي للتجوال والمغامرة مما اثار اعجابهم وتشجيعهم لانهم يشاركونني الشعور نفسه والشاهد على ذلك قبولهم بتصويرهم وتوثيق حديثنا بالفديو. بعد اطلاعهم بالمناطق الجميلة والبحيرات قرب دحل السبسب ونصحهم بالتوقف عندها واصلت طريقي بأتجاه طريق عريعرة

خلال الطريق شاهدت مناطق مخضرة ومناطق في طريقها للأخضرار والكثير من الابل توقفت لتصوير بعضها

الساعة الرابعة عصرا وصلت محطة البنزين على طريق عريعرة لتكتمل رحلة نهاية اسبوع كانت مليئه بالمشاهدات الجميلة والاستكشاف والتعرف على العديد من الاشخاص الطيبين

 





الصمان-فبراير 2015

24 02 2015

إن للصمان شوق يضاهي او يفوق شوق ارضها للغيث بعد طول انقطاع، فالزائر لتلك الاراضي في مواسم إخضرارها لابد ان يشده الشوق والحنين الى تلك الرياض والخباري والفياض المتناثرة بين تلالها وجبالها بعد ان تردتدي حلتها الخضراء المطعمة بشتى انواع الزهور البرية كالباونج والخزامى والنفل.
فعلى الرغم من إقتراب موسم هذا العام من نهايته وشح امطاره فقد كان الشوق لزيارة الصمان والاطلاع على ربيعها واستكشاف دحولها أقوى من أن تعيقه عوامل جوية.
ففي عطلة نهاية الاسبوع ورغم التوقعات بسوء الاحوال الجوية انطلقنا في مجموعة صغيرة مكونة من ثلاث اشخاص في ثلاث سيارات لرحلة ذات طابع استكشافي وترفيهي لمنطقة الصمان وحدد لهذه الرحلة الوصول للاهداف التالية
دحل السبسب
فيضة ام سدر
فيضة ام المصران وردايفها
الدحول القريبه من ام المصران
هجرة العمانية
بصفتي قائدا وراعيا لهذه الرحلة وحرصا على الاسهام في انجاحها لقصر مدتها وظروف اجوائها ومشاركة اعضاء جدد فقد تم اعداد البرنامج التفصيلي التالي لها

موقع التخييم النشاط المسافة المتوقعتغطيتها اليوم
فيضة أم المصران

الانطلاق من البيت الساعة 7 صباحا

قيادة على طريق معبد لمسافة 185 كم حتى آخر محطة بنزين

التزود بالبنزين من آخر محطة على طريق عريعرة

قيادة برية لما يقارب 150 كم حتى الوصول الى فيضة ام المصران موقع التخييم ليلة السبت يتخللها التوقف عند المواقع التالية

استكشاف دحل السبسب

الوصول الى فيضة ام سدر واستكشاف ربيع المنطقة

التزود بالوقود عند الحاجة من هجرة سحمة

الوصول الى فيضة ام المصران وردايفها لإستكشاف ربيعها وتضاريسها

335 كم الجمعة 20 فبراير

مواصلة استكشاف فيضة ام المصران والدحول القريبة منها

قيادة برية لمسافة 42 كم حتى الوصول لهجرة العمانية واستكشاف ربيعها وتضاريس المنطقة

العودة من العمانية بأتجاه ام سدر من طريق مختلف مرورا بهجرة سحمة لأستكشاف قدر اكبر من منطقة الصمان

مواصلة طريق العودة بأتجاه محطة بنزين عريعرة مرورا بدحل السبسب ولكن بصورة تتيح لنا استكشاف مناطق اكثر من ارض الصمان

التزود بالوقود حسب الحاجة ثم القيادة على الطريق المعبد بأتجاه العودة

335 كم السبت 21 فبراير

بفضل الله سارت الامور على افضل وجه، فقد تم الوصول الى المواقع والاهداف المحددة والمكوث فيها الوقت المناسب حسب ما هومخطط له. فالطريق البري المؤدي الى دحل السبسب اول الاهداف وطوله قرابة 40 كم ممتع وسهل ويمر من خلال الكثير من التلال والجبال المتوسطة الارتفاع.

دحل السبسب عبارة عن ثلاث فتحات متصلة ببعض في سهل ارضي منبسط يتطلب شخص دقيق الملاحظة لتحديد موقعه من بعد. بعد توقف لمدة ساعة لإتاحة فرصة للمشاركين الجدد لإستكشاف المكان غادرنا بأتجاه فيضة أم سدر.

الطريق لفيضة أم سدر ،التي تبعد قرابة 19 كم من دحل السبسب، كان اكثر حيوية اذ بدت آثار الربيع اكثر وضوحا كلما اقتربنا من الفيضة مع وجود الكثير من الابل التي تجول المنطقة طلبا للرعي.

وصلنا فيضة أم سدر عند الظهر ولكن كانت مكتضة ليس فقط بالكشاته بل بقطعان الابل التي لم تبقى من اوراق شجر السدر ما يدل على حياتها. المسطح الاخضرللفيضة كان مقبولا بقياس معدل امطار هذه السنة مع وجود القليل من نبات البابونج. امضينا في الفيضة مايكفي للاستراحة وأداء صلاة الظهر وتناول وجبة غداء خفيفة ثم غادرنا بأتجاه فيضة أم المصران.

الطريق من ام سدر لام المصران يقارب الـ 87 كم وبه الكثير من عزب البدو ويزخر بقطعان الابل التي اضفت على منظر الصحراء جمالا باعثا للحيوية مع قلة الربيع كلما إقتربنا بأتجاه أم المصران. من الواضح خلال طريقنا لفيضة ام المصران ان كمية الامطار كانت شحيحة لقلة الرقعة الخضراء وتأكد لنا ذلك عند وصولنا للفيضة الساعة الساعة 3:30.

فقد بدت الفيضة جرداء مكفهرت الوجه واشجارها كالحة و تندب حظها لقلة الامطار. لم يكن لدينا الوقت الكافي للبحث عن مكان افضل للتخييم لأن النهار شارف على الانتهاء. كانت الاجواء تلك الليلة هادئة ومعتدلة البرودة حتى الساعة العاشرة وبعد تناول وجبة العشاء، حينها اشتدة الرياح واثارت الاتربه والغبار مما افسد علينا جلستنا وعجل بذهابنا للنوم.

استيقضنا صباحا على اجواء هادئة وبرود معتدلة على الرغم من وجود بعض الغبار العالق وبعد تناول وجبة الافطار استكملنا برنامج الرحلة لإستكشاف منطقة ام المصران والدحول المحيطة بها. بالفعل وجدنا ثلاثة دحول تقع على بعد 6 كم شمال-غرب الفيضة ، اثنان منها لها فتحات كبيرة وعميقين ما يدلل على ان لهم امتداد كبير تحت الارض يمكنهما من تخزين او تصريف مياه الامطار. اما الدحل الثالث فقد طمرته الرمال بالكامل. بالطبع تلك الدحول قد تكون مجرد فتحات مختلفة لنفس التجويف الارضي وقد يكونوا دحول مختلفة، ولا يمكن التأكد من ذلك حتى يقيمه المختصون من خلال النزول داخل تلك الفتحات.

كما شملت الجولة في منطقة فيضة ام المصران المرور بما يعرف بـ رديفة ام المصران وهي فيضة مصغرة تابعة للفيضة الكبيرة والتي كانت وللمفاجئة مخضرة اكثر وبها الكثير من الكشاته.

بعدها توجهنا الى هجرة العمانية الواقعة على بعد 42 كم جنوب-غرب فيضة ام المصران لأستكمال برناج الرحلة والذي كان الهدف منه الوقوف على ربيع المنطقة التي شاهدنا له بعض الصور التي تظهر كثرة نبات الخزامى البنفسجي ذو الرائحة العطرية فيه. كان طريقا ممتعا تكثر به قطعان الابل كما يكثر به الربيع ولحسن الحظ شاهدنا ما يؤكد كثرة نبات الخزامى على مسطحات من الرمل الاحمر وروائح العطرية تملاء المنطقة. امضينا بعض الوقت في البر المحيط بهجرة العمانية للأستمتاع بمشاهد نباتات الخزامى والتصوير ثم واصلنا الطريق بأتجاه الهجرة للتعرف عليها عن قرب والتزود بالبنزين.

من هجرة العمانية توجهنا الى هجرة سحمة التي تبعد 54 كم شرقا مبتدئين طريق العودة ولكن من طريق مختلف لإكتشاف مناطق برية اكثر. الطريق كان سالكا ولا تشوبه اي معوقات وطابعه العام كثرة الابل على الرغم من قلة الربيع. بعد التوقف في السحمة والتأكد من وجود بنزين فيها غادرنا مباشرة بأتجاه فيضة ام سدر ولكن واجهتنا منطقة كبيرة جدا مسورة بأسلاك وجدار ترابي مما اضطرنا للقيادة فوق منطقة جبلية ومن خلال مناطق وعرة.

إن إختيار طريق العودة ليمر من فيضة أم سدر كان خيارا موفقا جدا لأسباب من اهمها انها المنطقة الوحيدة التي اثلجت صدورنا لوفرة الربيع فيها كما ان توقيت الوصول للفيضة الساعة 3:30 كان مناسبا بسبب مغادرة كل الكشاته لتصبح خالية تماما، لذا قررنا تناول غداء سريع والاستمتاع بربيعها واخذ حريتنا في التصوير.

غادرنا فيضة ام سدر على عجل الساعة 5:00 بأتجاه طريق عريعرة لتجنب القيادة ليلا داخل البر والذي يشكل نوعا من الخطورة في الصمان لوعورة الطريق ومرورا بدحل السبسب. لحسن الحظ تمكنا من الوصول الى شيشة البنزين الواقعة على طريق عريعرة في وقت قياسي منجزين اغلب الطريق البري قبل غياب الشمس وكان الوقت حينها 6:20. بعد نفخ اطارات السيارات والصلاة في المسجد المجاور للشيشة بدأنا طريق العودة بأتجاه البيت.

كانت رحلة ممتعة وناجحة على الرغم من قلة الربيع بفضل الله وفضل تعاون والتزام اعضاء الرحلة ببرنامج وجدول الرحلة.





كهوف وربيع الصمان-6 مارس 2014

12 03 2014

تتميز أرض الصمان بكثرة الكهوف (دحول) والتجاويف الارضية لطبيعتها الصخرية إضافة الى إكتساء الكثير من مناطقها بحلة خضراء من مختلف الاعشاب والزهور البرية بعد هطول الامطار. تلك الميزات جعلت من الصمان مقصدا لهواة الإستكشاف والكشتات خصوصا بعد أن تجود السماء بأمطار غزيرة كما حدث هذه السنة.

فأمطار عام 2104 التي سقطت على شمال ووسط الصمان وأطراف الدهناء كانت غزيرة بما يكفي لتحول تلك المناطق الى مروج خضراء تتخللها الزهور من مختلف الالوان كالخزامى والنفل والبابونج جاعلة منها مرتعا للعديد من الطيور والفراش الذي يتغنى فرحا بها. كما أن قطعان الابل والماشية تراها متنقلة من مكان الى آخر في فرح وسرور بما انعم الله عليها من طيب المرعى.

لم تغب تلك الميزات للصمان عن مخيلة مجموعة “مستكشفى البر”، حيث تم تنسيق رحلة لمدة يومي عطلة نهاية الاسبوع هدفها إستكشاف بعض من كهوفها والتمتع بطبيعتها الساحرة.

انطلقت المجموعة  المكونة من 14 سيارة مساء يوم الخميس السادس من مارس عام 2014 ليتم اللقاء والمبيت أول ليلة في مكان ماء في وادي السبسب. أمضت المجموعة ليلة جميلة معتدلة البرودة ومستمتعة بصفاء السماء ما أتاح فرصة لهواة التصوير لأبراز ابداعاتهم في التصوير الليلي.

ما أن بزغ صباح يوم الجمعة حتى اسيقض الجميع في همة ونشاط لأعداد ما يتسنى لهم من فطور ليبدوء مشوار الانطلاقة نحو الهدف الاول وهو استكشاف دحل السبسب.

لم يكن هذا الاستكشاف الاول لدحل السبسب،  اذ قمنا بذلك من قبل لكن لهذه المرة طابعها الخاص حيث هنلك إستعدا اكثر من حيث الادوات الخاصة بالسلامة مثل الخوذة لحماية الرأس وما يلزم لحماية الركبتين والذراعين والكفين. ايضا وجود الكشافات للأنارة وحبل النجاة داخل الكهف. كما أستخدم ونش احد السيارات للمساعدة للخروج من الدحل.

أمضت المجموعة قرابة ثلاث ساعات لإستكشاف دحل السبسب وأخذ الصور بعدها انطلقنا غربا ولمسافة 17 كم لالقاء نظرة على فيضة أم سدر التي سبق التخييم والمبيت فيها في الاعوام الماضية لوفرة الربيع فيها. الطريق للفيضة كان يبشر بخير حيث المسطحات الخضراء تملاء المكان والزهور البرية تراها تزهوا حتى بين الصخور.

ما أن اقتربنا من فيضة أم سدر حتى ارتسمت في مخيلتي صورة موروجها الخضراء لتذكرني بأوقات رائعة قضيتها فيها. إنها لحظات رائعة حين توقفت السيارة على التل المطل على الفيضة و اخذت نفس عميق لعبق اعشابها وزهورها وبالخصوص زهور البابونج التي كانت تكسوا الفيضة والتي طالما اعددنا منها شراب البابونج المنعش. كانت الفيضة في أبها صورها كعهدي بها. بكل أسف لم يدم البقاء في فيضة أم سدر أكثر من ساعة لأرتباط المجموعة بأستكشاف وزيارة مواقع أخرى.

توجهت المجموعة شمال-غرب بأتجاه احد اشهر فياض الصمان وهي فيضة أم المصران والتي كانت لي فيها احلى الذكريات. شاهدنا الكثير من المسطحات الخضراء والفياض الصغيرة في الطريق لأم المصران مما يدلل على غزارة الامطار التي سقطت في تلك المناطق. ومما جعل الطريق اكثر جمالا هو كثرة الابل والمواشي التي جعلت من الصمان تشع حيوية وبهاء.

يوجد لفيضة أم المصران ما يعرف عند البعض بالرديفة، أي فيضة مصغرة تابعة لها ولكن تبعد عنها نسبيا. توقفت المجموعة في أحد الردايف لتناول غداء يوم الجمعة والصلاة وكانت كثيفة العشب ويوجد بها الكثير من الكشاته. غادرنا رديفة أم المصران الساعة الثالثة من عصر الجمعة مرورا بفيضة أم المصران التي كانت كثيفة العشب وبها الكثير من الكشاته وكانت الوجهة دحل سلطان مرورا بهجرة الشملول وشوية الواقعتان على حدود الصمان والدهناء.

لقد اتاح لنا الطريق لدحل سلطان الفرصة للاستمتاع بالكثير من المسطحات الخضراء والفياض ولتصوير العديد من الماظر الخلابة لتلك الطبيعة البكر.

عند وصولنا لدحل سلطان تفاجاء الكثير بما شاهدوه اذ ان المدخل الوحيد للدحل عبارة عن فتحة صغير بالكاد ينفذ منها شخص نحيف  في منطقة مسطحة من الارض ويخرج منها تيار هواء متوسط القوة. داخل الدحل كما يصفه من نزل لأستكشافه عبارة عن صالة كبيرة مترامية الاطراف ويكسو سقفها متدليات كلسية كثيرة. الوسيلة الوحيدة للدخول والخروج كان إستعمال ونش احد السيارات. بعد قضاء ما يقارب الثلاث ساعات عند دحل سلطان، توجهنا للبحث عن موقع تخييم في رمال الدهنا القريبة لقضاء ليلة السبت. كانت رمال الدهنا قد هطلت عليها امطار حديثا والسماء في تلك الليلة لايزال بها بعض الغيوم المتقطعة ما اكسب الكثبان الزاهية الحمرة جمالا الى جمالها. بدت تلك الليلة هادئة في أولها حتى بدأت الرياح تشتد لتتحول الى عاصفة لدرجة ان البعض اضطر للمبيت داخل سيارتهم.

صباح السبت وبعد تناول وجبة الافطار توجهنا الى كهف (دحل) أبو الجرفان المشهور والذي يعد اكبر دحل في الصمان ولكن وللأسف عند وصلنا اليه تفاجئنا بأنه مليئ بالرمال بطريقة بدت متعمدة … ربما لإحتياطات سلامة خوفا من الوقع فيه على الرغم من وجود مجسمات خرسانية تحيط بفوهة الدحل. عند نزول احد المشاركين للدحل تبين له عدم وجود اي منفذ او فتحة … أو يوجد منفذ لكن الرمال غطتها.

غادرنا دحل ابو الجرفان بأتجاه دحول اخرى كانت تملاء تلك المنطقة ومنها دحل هشامي ودحل أبو عربانه ودحول اخرى لم تكن معروفة ولكن توقنا عندها والتي كان اغلبها طمرتها الرمل.

من الكهوف (الدحول) المثيرة بالنسبة لي كان دحل أبو عربانة إذ يتكون من صالة كبيرة نسبيا وتكسو سقفها معلقات كلسية بأشكال هندسية رائعة ويمكن الانتقال منها عبر مدخل ضيق الى تفرعات اخرى حالكة الظلام. كما ان مدخله على الرغم من سهولته ينحدر لمسافة طويله في باطن الارض .

غادرنا كهف أبو عربانه قرابة الساعة العاشرة صباح السبت بأتجاه روضة خريم مرورا بهجرة شوية ورماح والتي تعتبر من أشهر الروضات على الاطلاق لوفرة عشبها وزهورها البرية. ما يجعل روضة خريم قمة في الجمال هو موقعها الاستراتيجي بين الصمان ورمال الدهناء الخلابة التي تحيط بها. تعتبر روضة خريم من الريضان المحمية بحيث يحضر على الكشاته الدخول فيها بالسيارات للمحافظة عليها من عبث العابثين. ومن اهم الاودية التي تغذي الروضة بمياه الامطار وادي خويش ووثيلان والثمامة.

بعد تناول وجبة الغداء والصلاة خارج الروضة، تجولنا داخل الروضة مشيا على الاقدام فكانت الروضة بحق رائعة وتزهو بالكثير من النباتات والزهور البرية المختلفة مثل النفل والخزامى. كما ان كثافة وارتفاع الاعشاب قد يصل الى متر بحيث الجالس لا يكاد ان يرى. كما يكثر بالروضة شجر السدر والطلح و يقصد الروضة الكثير من الكشاته الذين كانوا موجودين بكثافة حينها. لكن مما يؤسف له هو قلة الوعي في المحافظة على مثل هذه الطبيعة فعلى الرغم من كونها محمية فقد شاهدنا ما لايسر من رمي مخلفات الطعام في كل مكان.

بعد التجوال في روضة خريم انطلقنا لأخر هدف وهو فيضة وثيلان التي لا تبعد اكثر من 12 كم جنوب-شرق روضة خريم. في الطريق لفيضة وثيلان كانت المناظر ساحرة جدا ليس فقط لكثرة المسطحات الخضراء، لكن لوجود كثبان رمال الدهناء على امتداها مشكلة خلفية قمة في الجمال. كما ان الكشاته والابل تملاء كل النواحي مما يشعرك وكأن هنالك حدث ماء لكثرتهم.

توقفنا في فيضة وثيلان لبعض الوقت للتصوير واخذ قسط من الراحة للأستمتاع بخضرتها واشتمام عبق زهورها ومن ثم الانطلاق من خلال رمال الدهناء التي كانت محاذية تماما للفيضة بأتجاه العودة بعد تخفيف هواء الاطارات.

المسافة من فيضة وثيلان الى الطريق المعبد من خلال رمال الدهناء لم تتجاوز 22 كم لكنها بحق كانت تحد ومتعة لمصارعة كثبان وقيعان رملية غاية في الجمال. ولكي تسهل عملية القيادة قسمت المجموعة الى مجموعتان في كل منها 7 سيارات مما كان له بالغ الاثر في الوصول بسلام للطريق المعبد في اقصر وقت منهين رحلة فيها كل ما ينشده محبٍ للاستكشاف والكشتة والتحدي.

 

 





أم المصران-فبراير2009

19 02 2009

كشتة يومي نهاية الاسبوع لأم المصران بالصمان في ربيع 2009. الوجهة منذ البداية كانت محددة لأحد ردايف فيضة أم المصران التي زرناها سابقا للأبتعاد عن زحمة الكشاته في فيضة أم المصران.

الطريق البري الى أم المصران و ردايفها صخري و متوسط الوعورة و تكثر به التعرجات و المرتفعات و المنخفضات و يستوجب الحذر في القيادة و مع ذلك ممتع لكثرة المناطق الخضرة و قطعان الابل التي ترعى في المنقطة. للمزيد عن أم المصران.

هذا النوع من الرحلات كغيرها من الرحلات القصيرة للصمان غلب عليها طابع الكشته أكثر من الاستكشاف لبقاء المشاركين في مكان واحد طيلة الرحلة و الاكتفاء  بتبادل الاحاديث في مواضيع عدة و التي لا تخلو من التعليق و النكات في جلسة شعبية لا تكلف فيها. الاكل و الطبخ يكون له نصيب لا يستهان بها من الاهتمام في هذا النوع من الرحلات (الكشتات) لأنفتاح شهية الكشاته.

 التجول على الارجل نهارا و بين الوجبات حول المنطقة للأستمتاع بمناظر الربيع و الابل التي ترعى في المنطقة كان من ضمن ما قام به المشاركين في هذه الرحلة إضافة الى جمع بعض من زهور البابونج الذي كان ينتشر بكثرة في رديفة أم المصران لعمل مشروب البابونج المريح للأعصاب. الليل له طعم آخر في الكشتات للصمان إذ يلتف الكشاته حول فاكهة الشتاء (النار) للتدفئة و شرب الشاي القهوة و تجاذب أطراف الحديث.

ربما هذه أول كشتة للصمان التي يكسر فيها الروتين حيث تنقل المشاركين بالسيارت حول المنطقة ليكتشفوا وجود أحد الدحول القريبة من فيضة أم المصران و التي تشتهر بها أرض الصمان. الدحل كان عميقا و له فوهة كبيرة نسبيا بشكل بئر ماء. من الواضح بأن هذا الدحل يعتبر مصب لمياه الامطار للمنطقة المنخفضة حوله ولذا لا يستبعد أن يكون مصدر مياه للبدو الرحل.

بعد قضاء يومين ممتعين في أجواء شتوية / ربيعية  بين الخضرة و تحت أجواء غائمة جزئيا أختتمت المجموعة رحلتها بعد غداء الجمعة و غادرت رديفة أم المصران عصرا.

 





أم سدر-مارس 2007

1 03 2007

هذه الكشتة الثانية لنفس الفيضة في الصمان في غضون شهر مما يدلل على وفرة الربيع فيها و روعتها. كما ذكرنا سابقا في الكشتة الاولي، تقع فيضة أم سدر في منطقة السبسب بالصمان الواقعة إلى الغرب من الطريق المتجه شمالا من الأحساء الى النعيرية مرورا بعريعرة مقابل مدينة حنيذ. للمزيد عن الفيضة و منطقة السبسب و طبيعة الارض و دحل السبسب راجع رحلة (أم سدر/السبسب-فبراير-2007)

أنطلقت المجموعة المشاركة عصر الاربعاء لقضاء عطلة نهاية الاسبوع بين أحضان الطبيعة الصحراوية بأرض الصمان و الاستمتاع بالاجواء الشتوية بعد هطول الامطار و أكتساء اغلب فياض و خباري الصمان بالرداء الأخضر. فيضة أم سدر تعتبر من الفياض القريبة و مع ذلك اضطرت المجموعة للقياة ليلا لتأخر موعد الانطلاقة. من الظواهر الغريبة في هذه الرحلة و في أثناء القيادة ليلا هو حصول ثلاث بناجر لثلاث سيارات متتالية مما أخر موعد الوصول للفيضة أكثر. تغيير كفرات السيارات كان فرصة للتوقف و الاستمتاع و بأجواء ليل و سماء الصمان الصافية كما كانت فرصة للماشركين لتبادل الاحاديث و التعليقات.

من المشاركين في هذه الرحلة أشخاص لأول مرة يخرجون في كشته برية في منطقة الصمان و لحسن الحظ لم يخب ضنهم فقد استمتعوا بالمنطقة و جمال طبيعتها و كان ذلك واضحا عليهم من خلال مشاركتهم الفاعلة في الطبخ و الذبح و السلخ و حتى إختيار و شراء الذبيحة.

لم يكن بالأمكان التوقف عند دحل السبسب الواقع على طريق الفيضة لمرورنا به ليلا فقد واصلنا الطريق مباشرة للفيضة بعد إصلاح كفرات السيارات. لم يكتشف جمال المنطقة و مدى تربع (اخضرار) الارض خصوصا بالنسبة للكشاتة الجدد الا حين بزغ فجر الخميس و من خلال زقزقات طيور القوبع الذي يكثر في الصمان في هذه الاوقات، حينها ظهرت على محياهم علامات السرور و البهجة و الدهشة لما يشاهدونه من مسطحات خضراء في وسط صحراء طالما سمعوا بلهيب حرارتها و وعورة أرضها. أخذ الكشاته الجدد يتفحصون المنطقة مشيا على الاقدام و يتنفسون بعمق و كأنهم يستنشقون هواء بهذا النقاء لأول مرة.

لم يمضي وقت طويل حتى دبت الحياة في الجميع لأعداد وجبة الافطار و بعدها بدأ التفكير في وجبة الغداء و التحضير لشراء الذبيحة من أحد الرعاة المتجولين بالقرب من الفيضة و الذي تبين بأن عزبتهم على بعد دقائق بالسيارة من الفيضة. حينها قرر البعض ممن انيطت لهم مهمة شراء و ذبح و سلخ الذبيحة زيارة العزبة. إستقبل صاحب العزبة  الوفد في خيمته و شرب معهم القهوة و أمضى بعض الوقت للحديث مع بعضهم فيما الباقي مشغول بذبح و سلخ الذبيحة.

كان من ضمن المشاركين الجدد شخص له خبرة و ذوق رفيع جدا في إعداد الطعام حيث كان ذلك واضحا في وجبة العشاء ليلة الجمعة. فقد احضر سمك سبيطي جاهز من كل شئ و ملفوف في القصدير و جاهز لوضعه على الجمر. كما كان من ضمن قائمة العشاء سلطة أقل ما يقال عنها بأنها خمس نجوم. لا يمكن لأحد أن يتصور بأن يأكل ذلك العشاء في فيضة في الصمان و تحت السماء و لكنه حصل!!!

بعد ذلك العشاء الرائع فاجئنا اثنان من المجموعة برغبتهم بالمغادرة لأرتباطات شخصية كما يدعون على الرغم من تأخر الوقت و مخاطرة القيادة بالليل في الصمان خصوصا عندما تكون سيارة واحدة، لكن تلك كانت رغبتهم و لا يمكن الوقوف ضدها. هذه طبعا من الامور الغير محببة في الكشتات البعيدة حين يقرر اي شخص و بصورة مفاجئة المغادرة ما لم يكن هنلك ظرف طارئ.

لم تؤثر مغادرة الشخصين على المشاركين فقد استمتعوا بسهرة ليلة الجمعة وفعاليات نهار الجمعة التي لم تخلوا من التجوال حول المنطقة لأشباع كل جوارحهم من تلك المشاهد الجميلة و استنشاق عبق الزهور البرية الى حين وقت المغادرة عصرا.

 






قائمة بجميع الرحلات