بمشاركة ثمان سيارات اغلبها من الظهران كان لي فرصة المشاركة بمغامرة استكشافية للربع الخالي لمدة ثلاث أيام ابتدائا من تاريخ 15 نوفمبر 2024
تميزت هذه الرحلة بخاصيتين، الاولى انها تأتي بعد انقطاع عن الربع الخالي دام أربع سنوات لأسباب متفرقة اذ كانت آخر رحلة عام 2019 لاجتياز الربع الخالي من شيبه الى نجران. الميزة الثانية هي استخدام الونيت الجي أم سي بعد عمل بعض الترتيبات لحمل جراكل بنزين واطار احتياطي آخر بصورة عملية وآمنة
اهداف الرحلة كالتالي
زيارة بعض البحيرات القديمة للبحث عن رؤوس الاسهم الصخرية التي يستخدمها الانسان القديم لصيد الطرائد
زيارة موقع سقوط النيزك المسمى الحديدة أو أم الحديد كما يطلق عليه البدو
زيارة موقع العبيلة، وهو موقع محطة ارصاد قديم مندثر في الربع الخالي
انطلق المشاركين بعد نهاية دوام الخميس 14 نوفمبر بأتجها حرض وكنت اول الواصلين لمحطة بنزين حرض للتزود بالوقود وتعبئة جراكل البنزين, لكن وللمفاجأة أخبرني عامل المحطة بأنني احتاج لتصريح من الامن لتعبئة الجراكل. لحسن الحظ لم يكن الامر صعبا حيث توجد ورقة بأرقام الجهات الامنية للحصول على اذن بالتعبئة. فبمجرد الاتصال على 911 تم اخذ الاسم ورقم الجوال وقيل لي بأن الجهة المعنية سوف تقوم بالتواصل معك لعمل اللازم. وفعلا، خلال عشر دقائق اتصل على شخص من امن الطرق وبعد التحقق من الهدف من التعبئة (لرحلة للربع الخالي) وعدد الجراكل وموقع المحطة تم الحديث مع عامل المحطة لتبليغه بالموافقة على التعبئة … فشكرا للجهات الامنية لسرعة تعاونهم
الساعة الخامسة والربع وصلت موقع لقاء المجموعة وهو موقع تخييم اول ليلة مرورا بهجرة الخن جنوبا التي تزودت فيها بالبنزين للسيارة. اكتمل وصول المشاركين خلال الليل وصباحا الساعة التاسعة انطلق الجميع وكلهم حماس وحيوية لسبر غمار تلك الصحراء الشاسعة
الجزء الجنوبي من الربع الخالي منطقة حرض يعتبر اقل وعورة مقارنة بمنطقة شيبه وكثبانها الرملية صفراء واقل ارتفاعا بكثير. لكن تمتاز مسطحاتها الرملية بكثرة الرابضات ا لتي تعتبر مصيدة للسيارات
على الرغم من تحديد اهداف للرحلة، الا ان القيادة في صحراء الربع الخالي بحد ذاتها تعتبر هدف للمغامرين ومحبي التحدي. كما لا ننسى ان القيام برحلة لتلك الصحراء القاحلة تعتبر اختبار للصمود والتحمل للمشاركين والسيارات على حد سواء فضلا عن اعتبارها اختبار لحسن التجهيز والاستعداد لا تمام الرحلة بصورة آمنة للجميع
توقفت المجموعة لتخفيف هواء الاطارات قليلا بما يتناسب للمنطقة التي تكثر بها البحيرات القديمة التي تكون عادة بين كثبان رملية خفيفة وسهلة للبحث عن رؤوس أسهم الصيد. امضت المجموعة الفترة الصباحية حتى الظهيرة في البحث متعمقتا تدريجيا داخل الصحراء مما تطلب تخفيف هواء الاطارات اكثر مع ازدياد الرباضات ووعورة الكثبان الرملية
بعد فترة الغداء وبما تبقى من فترة النهار تقرر التوجه بأتجاه الهدف الثاني وهو موقع سقوط النيزك. تخلل الطريق الى موقع النيزك بعض التغاريز التي تعتبر امر طبيعي
خيمت المجموعة نهاية اليوم بالقرب من موقع سقوط النيزك في اجواء رائعة اضفى على ليلها ضوء القمر جمالا أكثر. صباحا وبعد الافطار توجهت المجموعة لموقع سقوط النيزك/الحديدة للمعاينة والبحث عما توجد به المنطقة من بقايا النيزك
غادرنا موقع الحديدة باتجاه موقع العبيلة في طريق تخلله الكثير من الرباضات والكثبان الرملية، لكن وقبل الوصول للعبيلة وقع مالم يكن بالحسبان. حدث انخفاض مفاجئ في الاطار الامامي الايسر للجمس اثناء السير في رباضة واضطراري لمواصلة السير لتجنب التغريز مما تسبب في تمزق الاطار بالكامل. توقفت المجموعة وبروح الفريق الواحد تم تبديل الإطار في وقت وجيز ثم واصلنا الطريق باتجاه العبيلة
امضت المجموعة بعض الوقت في الموقع للمعاينة حتى الظهيرة ثم توقفت لوجبة الغداء بعدها اكملنا الطريق بأتجاه الطريق الممهد طريق الرجعة غدا الاحد. بنهاية يوم السبت بداء البحث عن موقع للتخييم لكن للمصادفة وقع الاختيار على موقع تحيط به العديد من الرباضات لتجعل من تلك العصرية مليئة بالتحديات الممتعة لأستخراج السيارات العالقة
بعد قضاء ليلة تخييم ممتعة، غادرت المجموعة صباح الاحد بأتجاه الطريق الممهد طريق العودة املا في سرعة الوصول، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فعند الوصول للطريق الممهد ونفخ الاطارات للضغط المناسب حدثت تغاريز تكاد تكون اكثر واصعب مما حدث داخل الكثبان الرملية. الكثير من المناطق على الطريق الممهد كستها الرمال بفعل الرياح مما جعلتها مصيدة للسيارات خصوصا ان ضغط الاطارات كان مرتفعا نسبيا ليتوافق مع الطريق الممهد وليس للرمال لذلك امضت المجموعة الكثير من الوقت في استخراج السيارات التي علقت في تلك الرمال. ومن الاحداث التي ساهمت في استهلاك الوقت سقوط سلة احد السيارات اثناء سيرها بفعل ارتطام السيارة بطرف احد الكثبان الرملية على الطريق الممهد. لحسن الحظ لم تحدث اي اصابة على الرغم من وجود الاطار الاحتياطي الثاني للسيارة فوق السلة فسقطوا جميعا. مما ساهم في استهلاك الوقت ايضا توقف المجموعة للتزود بالوقد باستخدام جراكل الاحتياط التي يحملونها حينها اكملت المجموعة طريقها على الطريق الممهد باتجاه أحد النقاط على الطريق المعبد المؤدي الى معامل حرض للغاز والتي تبعد عن حرض قرابة ستون كيلومتر. عندها توقف الجميع لنفخ اطارات السيارات للضغط العادي، وبذلك تصل هذه الرحلة والمغامرة لهذا الجزء الشيق من الربع الخالي الى خواتيمها بصورة آمنة
Leave a Reply