كل عام وبعد موسم الامطار بأسابيع يتهافت الكثير من الرحالة والكشاته على الخباري والفياض المتناثرة بكثرة في أرض الصمان للاستمتاع بربيعها وما تزخر به من نباتات وزهور برية في اجواء غير ملوثة وبعيدة عن صخب المدن
وللوقوف على ربيع هذا العام بعد موجة الامطار الاخيرة، فقد قمت برحلة استكشافية قصيرة لجبال جودة ووادي السبب ودحل السبسب و اطراف الصمان مع ابني عبدالله الذي يزور الصمان لأول مرة
برنامج الرحلة يتضمن المرور على اصبع جودة و جبال جودة والتجول داخل بعض الكهوف فيها اضافة الى زيارة دحل السبسب ثم الوصول لفيضة ام اسدر و ام المصران
اصبع جودة وجبال جودة وبعض كهوفها كانت المحطة الاولى للرحلة حيث امضينا وقت ممتع وخصوصا للتصوير. المحطة الثانية كانت التوجه الى دحل السبسب والذي شكل لي مفاجأة صادمة لأني اعرف الدحل جيدا من زيارات سابقة وخصوصا فتحاته
أدهشنا اختفاء فتحات الدحل وكأنها طمرت تماما. لا اعلم ان كانت طمرت بفعل فاعل لسلامة الناس كونها تشكل خطر للوقوع فيها لأنها بمستوى سطح الارض، أم طمرت بفعل انجراف الرمال والتربة بسبب الامطار
المحطة الثالثة للرحلة كانت التوجه لفيضة ام سدر والتي شكلت لي الصدمة الثانية حيث تم قطع جميع اشجار السدر والتي لكثرتها كنا نستدل بها على الفيضة من بعيد عوضا عن الجي بي اس، وهذا اقل ما يقال عنه انه تدمير بيئي بامتياز لأنه من الواضح انه بفعل فاعل
بما انه لا أثر لأمطار في تلك المنطقة، مجر ارض جرداء, قررنا الغاء الذهاب لفيضة ام المصران والرجوع الى منطقة دحل السبسب والاكتفاء بالتخييم والمبيت في الجبال القريبة
كنت اتمنى ان يشاهد ابني خباري وفياض الصمان وهي ترفل بحلتها الخضراء متزينة بشتى الوان الزهور البرية كما الفتها في سنوات سابقة، لكن من الواضح ان موسم امطار هذه السنة لم يكن ليسعف ذلك الجزء من ارض الصمان
Leave a Reply