الدهناء و أبو جفان-يناير 2011

15 01 2011

هدف الرحلة التخييم في صحراء الدهناء جنوب غرب خريص حيث رمال الدهناء  ذات اللون الاحمر الجذاب و الاستمتاع بتشكيلات كثبانها الرائعة و من ثم التوجه لزيارة قصر أبو جفان الاثري الواقع شمال شرق الخرج.

انطلقت المجموعة صباح يوم الخميس بأتجاه خريص و بعد اكتمال العدد توجهت المجموعة بأتجاه الرمال و على الرغم من قرب مكان التخييم لكن الطريق اكتنفه الكثير من الصعاب لصعوبة و تعقيد الكثبان الرملية. بعد قضاء ليلة هادئة في اجواء رائعة وسط كثبان رمال الدهناء، انطلقت المجموعة جنوب غرب و من خلال الكثبان الرملية بأتجا قصر أبو جفان الذي يبعد 50 كم. 17 كم من المسافة الى أبو جفان تمر من خلال كثبان رملية شديدة الانحدار و تكثر بها الرباضات.

قصر أبوجفان سمي بهذا الاسم نسبة لأسم مورد ماء أبو جفان المشهور لدى البد و قد استراح فيه الملك عبدالعزيزعند قدومه للرياض

يقع  قصر أبو جفان في قلب الصحراء ، في منطقة جبلية شمال شرق الخرج بـ 75 كم تقريبا وفي جنوب منطقة الوسيع المشهورة فوق جبال العرمة مما يجعل الوصول اليه صعبا لوعورة الطريق. تكثر في تلك المنطقة الأودية الصغيرة المغطاة بالأشجار والشجيرات البرية كالعوشز والطلح والسدر البري وحشائش الشبرم والشفلح  وتخلو منطقته من جميع أشكال التجمعات الحضرية إلا من بعض المزارع التي هُجر أكثرها مؤخرا بسبب التدهور في مجال الزراعة ولعدم صلاحية أكثر تلك الأراضي للزراعة.

لم يكن القصر معروفا الا لمن لديهم هواية الاستكشاف و الرحلات بسبب بعده و وعورة الطريق المؤدي اليه.





ام الحديد-ديسمبر 2010

10 12 2010

هدف هذه الرحلة زيارة موقع سقوط نيزك في مكان ما في الربع الخالي يطلق عليه من قبل البدو “الحديدة” أو “أم الحديد” نسبتا لبقايا النيزك المكونة من الحديد

يقال بأن هذا النيزك سقط قبل 150 عام في منطقة تبعد عن حرض حوالي 250 كم برا بأتجاه الجنوب و الطريق الى تلك المنطقة تتخللها الكثبان الرملية المتوسطة الارتفاع لكن الكثير من الرباضات او الرمال الناعمة جدا

إضافتا الى متعة القيادة لتلك المنطقة فأن الكثير ممن يتكبدون عناء الوصول للموقع تواقون لنيل فرصة الحصول على بقايا من النيزك بأستخدام قطع مغناطيس

جزء كبير من موقع سقوط النيزك دفنته الرمال المتحركة  و مع ذلك لاتزال فرصة الحصول على بقايا منه ممكنة. الجزء الاكبر و الاضخم من النيزك نقل الى متحف الرياض

موقع سقوط النيزك في الحقيقة مقسم الى اكثر من مكان، الموقع الرئسي و هو مكان الارتطام الاول و مواقع اخرى بعد الارتطام حين تطايرت الرمال و الصخور المنصهرة مع بقايا النيزك و رجوعها للأرض على شكل صهارات و قطع متناثرة في كل اتجاه





ثاج-مارس 2010

6 03 2010

ثاج أحد اهم  و أكبرالمواقع الاثرية الواقعة في شرق شبه الجزيرة العربية التي تعود للفترة الهلينستية الغنية بالأثار مما جعلها محط انظار علماء الأثار و المستكشفين و المهتمين. فمنذ زمن كانت المجموعات تشد الرحال الى ثاج للأستكشاف و البحث عما تجود به أرض المنطقة من مقتنيات قديمة لا سيما الفخاريات.

لأهمية منطقة ثاج و غناها بالآثار قامت الهيئة الخاصة بأقامت سياج ببوابات لمنع المتسللين من دخول المنطقة و سرقة ما تبقى من آثار. لذلك كان من اللازم على قائد الرحلة التنسيق مع أحد اصدقائه للأخذ تصريح من الهئية لفتح السور لتمكيننا من دخول المنطقة الاثرية للتعرف عن قرب.

الموقع الاثري لثاج عبارة عن مدينة متكاملة يحيط بها سور خارجي كما تتواجد المواقع الاثرية خارج السور ايضا مما يعطي الأنطباع بأن المدينة قد تكون توسعة كونها على طريق القوافل مما يؤكد اهميتها من الناحية الجغرافية. من أهم المظاهر و المشاهدات في ثاج سورها الذي يمكن رؤيته على السطح وهو مبني من الأحجار بطريقة منسقة. كما يشاهد من الناحية الجنوبية و الشرقية خارج سور المدينة التلال السكينية ذات المساحة الكبيرة. كما يمكن مشاهدة المدافن على بعد مئات الامتار من السور من الجهة الجنوبية و الجنوبية الشرقية و قد اثبت التنقيب على انها قد تكون مدافن جماعية لعائلات.

يوجد بالمنطقة الاثرية في ثاج الكثير من قطع الفخار و المباخر المتناثرة في كل ناحية مما يدلل على أن صناعة الفخار كانت مزدهرة في تلك الفترة.

 

 

 

 

 

 





الربع الخالي-العصر الحجري-مارس 2009

5 03 2009

تكثر في صحراء الربع الخالي الكثير من البحيرات المائية  التي كانت في العصور السابقة مصدرا رئيسيا لحياة الحيوان و الانسان في ذلك الوقت. مصدر مياه تلك البحيرات هو السيول و الامطار التي كانت في العصور السابقة تهطل بغزارة جدا.و من اهم الودينا التي كانت تغذي صحراء الربع الخالي هي وادي السهبا و وادي الدواسر و وادي الرمة.

الكثير من الدلائل التي تثبت وجود تلك البحيرات في الربع الخالي ليس اقلها وجود القشريات و القواقع التي لا تتواجد الا في المياه الحلوة. و مايثبت ان الانسان القديم (انسان العصر الحجري) كان من ضمن من اعتاش على تلك البحيرات وجود حراب و رؤوس اسهم مصنوعة من حجر الصوان القاسي و التي تستعمل في صيد الفرائس التي ترد البحيرات او لصيد الاسماك





أم المصران-فبراير2009

19 02 2009

كشتة يومي نهاية الاسبوع لأم المصران بالصمان في ربيع 2009. الوجهة منذ البداية كانت محددة لأحد ردايف فيضة أم المصران التي زرناها سابقا للأبتعاد عن زحمة الكشاته في فيضة أم المصران.

الطريق البري الى أم المصران و ردايفها صخري و متوسط الوعورة و تكثر به التعرجات و المرتفعات و المنخفضات و يستوجب الحذر في القيادة و مع ذلك ممتع لكثرة المناطق الخضرة و قطعان الابل التي ترعى في المنقطة. للمزيد عن أم المصران.

هذا النوع من الرحلات كغيرها من الرحلات القصيرة للصمان غلب عليها طابع الكشته أكثر من الاستكشاف لبقاء المشاركين في مكان واحد طيلة الرحلة و الاكتفاء  بتبادل الاحاديث في مواضيع عدة و التي لا تخلو من التعليق و النكات في جلسة شعبية لا تكلف فيها. الاكل و الطبخ يكون له نصيب لا يستهان بها من الاهتمام في هذا النوع من الرحلات (الكشتات) لأنفتاح شهية الكشاته.

 التجول على الارجل نهارا و بين الوجبات حول المنطقة للأستمتاع بمناظر الربيع و الابل التي ترعى في المنطقة كان من ضمن ما قام به المشاركين في هذه الرحلة إضافة الى جمع بعض من زهور البابونج الذي كان ينتشر بكثرة في رديفة أم المصران لعمل مشروب البابونج المريح للأعصاب. الليل له طعم آخر في الكشتات للصمان إذ يلتف الكشاته حول فاكهة الشتاء (النار) للتدفئة و شرب الشاي القهوة و تجاذب أطراف الحديث.

ربما هذه أول كشتة للصمان التي يكسر فيها الروتين حيث تنقل المشاركين بالسيارت حول المنطقة ليكتشفوا وجود أحد الدحول القريبة من فيضة أم المصران و التي تشتهر بها أرض الصمان. الدحل كان عميقا و له فوهة كبيرة نسبيا بشكل بئر ماء. من الواضح بأن هذا الدحل يعتبر مصب لمياه الامطار للمنطقة المنخفضة حوله ولذا لا يستبعد أن يكون مصدر مياه للبدو الرحل.

بعد قضاء يومين ممتعين في أجواء شتوية / ربيعية  بين الخضرة و تحت أجواء غائمة جزئيا أختتمت المجموعة رحلتها بعد غداء الجمعة و غادرت رديفة أم المصران عصرا.

 





إلتقاء خطوط الطول والعرض-شيبة-ديسمبر 2008

9 12 2008

هدف الرحلة المشاركة في مشروع على الانترنت يدعى ” مشروع درجات التقاء خطوط الطول بخطوط العرض http://confluence.org/index.php” و هو عبارة عن مسابقة لمحبي الاستكشاف و الرحلات للوصول الى نقاط معينة على الكرة الارضية حيث تلتقي خطوط الطول بخطوط العرض و تصوير اجهزتهم الملاحية عند تلك النقاط لتوثيق وصولهم بالاضافة الى كتابة مرئياتهم عن الموقع و الطريق و الصعوبات التي واجهوها.

المجموعة المشاركة تتكون من خمس سيارات لاندكروزر بالأضافة الى أف جي و كل منها تحمل مالا يقل عن 360 لتر من البنزين بالاضافة الى احتياجاتهم الخاصة من أكل و ماء و خلافه.

من ضمن النقاط الموجودة في الربع الخالي/شيبة نقطتان قررت المجموعة خوض تحدي الوصول اليها حيث تم التخطيط لزيارتهما بصورة تامة. النقطتان هما N21 00 00 E54 00 00 و N22 00 00 E55 00 00 الواقعتان في جنوب شرق شيبة في منطقة تتميز بأرتفاع كثبانها الرملية التي قد تصل في بعض الاحيان الى 200 متر. الطريق لتلك النقطتان يكتنفه الكثير من الصعوبات و التحديات و تحسبا لأي طارئ خصصت المجموعة ستة أيام لأنجاز ذلك التحدي آخذتا بالحسبان عدم كفاية الوقت لأتمام المهمة لأي سبب.

تم تحديد مسار الرحلة و تخمين المسافة التي سوف تقطع بالأستعانة بـ قوقل إرث و ذلك من أجل حساب كمية البنزين التي تحتاجها السيارات. تجهيز السيارات و تزويدها بالوقود اللازم و التأكد بأنها في حالة جيدة يعتبر من أهم المهام الملقاة على عاتق اعضاء الرحلة لأنها وسيلتهم الوحيدة للوصول لتلك المناطق النائية و الرجوع منها بصورة آمنة بالاضافة الى استعدات اخرى تتعلق بقائد السيارة.

لحسن الحظ الاجواء كانت في احسن حالاتها طيلة فترة الرحلة و تم انجاز المهمة بسلام، لكن هذا لايعني بأن المجموعة لم تواجه أي مشاكل.كل الصعاب التي واجهتها المجموعة تضل في إطار العادي كالتغاريز في الرباضات و التعليقات على حافة الطعوس.

شبيطة هي آخر محطة بدائية ممكن التزود منها بالوقود و تقع على طريق شيبة و تسبقها بـ 90 كم و منها بداية المغامرة. يوجد في شبيطة طريق يسمى طريق الكدان و معروف لدى البدو منذ القدم و يتجه جنوبا و حاليا اغلب الطريق ممهد لأستعماله من قبل شركات تنقيب الغاز. في ذلك الوقت لم يكن طريق الكدن ممهدا، بل اغلبه عبارة عن سفوح من الرمال الحمراء و الواضح عليها بأنها مسلوكة بكثرة من قبل البدو لكثرة آثار سير السيارات..

انطلقت المجموعة من شبيطة بعد التزود بالوقد بأتجاه الجنوب قاطعتا ما يقارب من الـ 100 كم فقط من طريق الكدن أغلبها سفوح رملية ثم انحرفت للجنوب الشرقي بأتجاه الاهداف المراد الوصول اليها. بداء التحدي الحقيقي بعد الـ 100 كم من طريق الكدن حيث واجهت المجموعة في المرحلة الاولى من الرحلة تشكيلات رملية شديدة الارتفاع و متراكبة بصورة تجعل من يسير عليها كأنه ينزل من سلم كلما اتجه للجنوب الشرقي. بعد النزول من كل طعس تكون الرمال منبسطة نوعا ما و توجد بها بعض الشجيرات اليابسه والخضرة الى أن ينحدر الطعس بصورة شديدة معلنا بداية الطعس التالية و كذا دواليك و لمدة يوم كامل الى ان واجهت المجموعة المرحلة الثانية من تشكيلات الكثبان الرملية.

كثبان المرحلة الثانية تتميز بشدة ارتفاعها مقارنتا بالمرحلة الاولى و مترابطة بطريقة معقدة جدا مما يجعل ايجاد طريق آمن للنزول من فوقها صعبا و لا يخلو من الخطورة. هذا النوع من الكثبان الرملية يتميز ايضا بوجود كثبان رملية متداخله و صغيره على قممها مما يعطي انطباع للمشاههد من فوق الكثبان و كانها غيوم متراكمة. في أسفل هذا النوع من الكثبان الرملية توجد السبخات و التي هي عبارة عن احواض ماء جافة اقل من مستوى البحر و السير عليها بالسيارة يشكل صعوبة و مثير للأتربة و الغبار. لا يوجد اتجاه محدد لهذا النوع من الكثبان الرملية فقد يكون لطعس واحد اكثر من واجهة مما يدلل على ان الرياح في العصور السابقة كانت تهب على شبه الجزيرة في مناطق الربع الخالي بأتجاهات متعددة.

وصلت المجموعة للنقطة الاولى N21 00 00 E54 00 00 في اليوم الثالث من الرحلة الساعة 8:30 صباحا و تبين أن نقطة التقاء خطوط الطول بخطوط العرض المستهدفة تقع على ارتفاع 150 متر في الثلث الاخيرلمنحدر طعس نجمي ضخم جدا مما استدعى اعضاء المجموعة الصعود على الاقدام لتلك النقطة لتصوير اجهزتهم الملاحية لتوثيق الوصول و اخذ بعض الصور التذكارية. لم يكن الصعود لهذا الارتفا على طعس رملي ناعم و متحرك بالأمر السهل لكن شغف اعضاء الرحلة للوصول للهدف كان اقوى من الشعور بالتعب.

بعد اخذ الصور التذكارية و التوثيق واصلت المجموعة السير للهدف الثاني و هو N22 00 00 E55 00 00 الذي يبعد ما يقارب 300 كم. الطريق الى الهدف الثاني تطلب السير على الكثير من السبخات و من بين الممرات السهلة بين الكثبان الرملية المتجاورة ذات الاشكال النجمية. مبيت الليلة الرابعة كان في أحد المنخفضات بين الطعوس المطلة على سبختان كبيرتان جدا و اشبه ما تكونان ببحيراتان خصوصا اثناء غياب الشمس. تشابه السبختان بالبحر عند رؤيتهما من أعلى الطعوس كان مثير جدا مما جعلنا نشبه المنطقة السفلى من الطعوس على انها شاطئ بحر … وهذا ما اتبع بالفعل بين المشاركين اثناء التواصل عبر الراديو، فبمجرد وصول احدهم لأسفل الطعس يكون على الشاطئ.

مبيت الليلة الرابعة كان على بعد 30 كم من الهدف، ففي الصباح انطلقت المجموعة بأتجاه الهدف سالكين مسار اغلبه يتجه للشمال مما اضطر المجموعة لعبور حواف كثبان رملية شاهقة جدا حيث تبين انه من اصعب المسارات في الرحلة على الاطلاق حيث امضت المجموعة ما يقارب ساعتان للبحث عن طريق آمن اضافتة الى صعوبات آخرى. وصلت المجموعة للهدف في اليوم الرابع حوالي الساعة 12:45 و اخذت الصور التذكارية و التوثيقية و تناولت طعام الغداء.

من منطقة الهدف الثاني بدأت المجموعة طريق العودة بأتجاه احد السبخات التابعة لشيبة ارامكو حيث يوجد بها آبار زيت و التي تبعد 230 كم من السبخات و الطعوس. المسار لتلك السبخة لم يكن بالصعوبة التي واجهتها المجموعة خلال الاربع ايام السابقة و مع ذلك تطلب الوصول اليها يومان كاملان. تنفس الجميع الصعداء عندما شاهدوا من أعلى احد الطعوس تلك السبخة التي يوجد بها بئر زيت و تمديدات انابيت، عندها الكل شعر بعظمة الانجاز المحقق خصوصا انه تحقق بسلام.

ارتفاع الطعس المطل على تلك السبخة كان شاهقا جدا و انحداره يمتد حوالي 300 متر من الرمل الناعم مما تطلب النزول منه الكثير من الحذر. عند الوصول لأرضية السبخة باشرت المجموعة بنفخ اطارات السيارات. فالبرغم من أن مجمع ارامكو في شيبة لا يزال بعيد نسبيا ويتطلب القيادة فوق الكثير من الكثبان الرملية المرتفعة لكن الطريق اليه بين السبخات و فوقها ممهد. بعد وصول المجموعة لمجمع ارامكو في شيبة و لكون الجميع موظفين و يحملون بطاقات الشركة، سمح لهم بالدخول و الاستحمام و الاكل.

 

 

 





الحوطة-نوفمبر 2008

20 11 2008

تكثر في صحراء الحوطة الكثير من الاحافير و المتحجرات لكائنات بحرية و نهرية و اشجار و عظام حيوانات برية مما يدلل على ان المنطقة مرت بفترات كانت عبارة عن غابات و بحيرات و سهول، كل ذلك كان قبل آلاف السنين ان لم تكن ملايين السنين

الكثير من القواقع و الاصداف المتحجرة و حتى الصخور المرجانية يمكن رؤيتها بكثرة في تلك المناطق و جمع المهتمون منها الكثير





وادي السهباء – الربع الخالي-نوفمبر 2008

15 11 2008

هذه احد الرحلات الاستكشافية لمنطقة الربع الخالي الواقعة في شرق هجرة حرض و التي تعتبر مصب (دلتا) وادي السهباء العظيم في العصور الغابرة و ما يدلل على ذلك هو طبيعة الارض المنبسطة المغطاة بصخور الحصباء مع وجود آثار لبحيراة قديمة.

للمزيد عن وادي السهباء يرجى الاطلاع على موضوع شبه الجزيرة العربية.

وفرة المياه الجوفية في منطقة حرض و الذي على أثره تكثر بها المشاريع الزراعية الضخمة دليل آخر على ان المنطقة كانت تشكل مصب لنهرعظيم في العصور السابقة و قد اثبتة اختبارات التأريخ الكربونية للمياه في تلك المنطقة بأن عمر تلك المياه يعود الى ما يزيد عن عشرة آلاف سنة.

لم يكن أستكشاف تلك المنطقة و التعرف على طبيعتها الهدف الاوحد لأعضاء الرحلة بل البحث عن ما يطلق عليه بـ “الالماس العربي” و الوصول الى احد نقاط تقاطع خطوط الطول بخطوط العرض في تلك المنطقة (N24 00 00 E50 00 00). الالماس العربي هو عبارة عن صخور صغيرة شفافة جدا و شديدة البياض بحيث تبدو للوهلة الاولى كأنها الماس. هذا النوع من الصخور اضافة الى صخور اخرى ملونه و مستديرة الشكل تكثر عادتا في مصبات الانهار.

مدة الرحلة كانت يومي نهاية الاسبوع أبتدائا من صباح يوم الخميس و انتهائا بيوم الجمعة حيث أمضت المجموعة جل يوم الخميس في البحث عن “الالماس العربي” و تفحص الصخور الملونة ذات الاحجام المتعددة و المتناثرة وكأن السماء قد أمطرتها على سطح الارض. بعض اعضاء الرحلة و من شدة اعجابه بتلك الصخور الملونة و جمال استدارتها و نعومة ملمسها  أخذ بجمع ما يحلو له ليس فقط للذكرى بل لأشتمام عبق التاريخ من خلالها.

قبل نهاية يوم الخميس توجهت المجموعة بأتجاه الهدف الآخر و هو نقطة تقاطع خطوط الطول بخطوط العرض في تلك المنطقة (N24 00 00 E50 00 00) و البعيد نسبيا مما استوجب التخييم في أنسب مكان بين الكثبان الرملية. بعد قضاء ليلة الجمعة بين الكثبان الرملية انطلقت المجموعة بأتجاه الهدف متجاوزة الكثير من الكثبان الرملية و الرباضات التي كانت تكثر في تلك المنطقة. الكثير من الابل كانت تجول بين الكثبان الرملية و في بعض الاحيان متوقفة للرعي في طريق مرور المجموعة مما يضطر المجموعة احيانا تغيير مسارها لتجنب افزاعها. بعض الاحيان تتوقف المجموعة أما للتصوير أو ألتمتع بمشاهدة الالبل لكن ذلك التصرف لم يمر بسلام أذ تبع المجموعة أحد الرعاة البدو بسيارته و استوقف المجموعة و هو في شدة الغضب مستنكرا عليهم أفزاعهم للأبل. بعد تهدئة البدوي من قبل أحد المشاركين العرب تم  الأعتذرت بأسم المجموعة و ابلغ بأن المجموعة لم تكن تقصد افزاع الابل.

واصلت المجموعة الطريق حتى وصول النقطة المقصودة دون أي مصاعب أو مشاكل و تم تأكيد ذلك بأجهزة تحديد المواقع و تصوير الحدث من أجل توثيقه في موقع http://confluence.org/confluence.php?lat=24&lon=50  المهتم بتوثيق الوصول الى نقاط خطوط الطول و العرض.

 من تلك النقطة سلكت المجموعة طريق العودة في ضل اجواء هادئة بين كثبان و مسطحات رملية غاية في الجمال و ممتعة للقيادة مرورا بالكثير من مخيامت البدو التي تستوطن تلك المناطق في ذلك الوقت من السنة حتى وصلت الطريق المعبد الواصل بين حرض و طريق البطحاء.





خريص-اكتوبر 2008

31 10 2008

تقع مدينة خريص الى الغرب من مدينة الاحساء على بعد 150 كم و هي عبارة عن ارض صخرية في جزئها الشرقي و تكسوها رمال الدهناء الحمراء من الجهة الغربية. من خلال تفحص صخور الجزء الشرقي يتضح بأنها كانت مغمورة بمياه بحرية و ذلك واضح من خلال التجاويف الموجدة في الصخور و التي تدل على تآكلها بسبب مياه البحر. كما يوجد في بعض المواقع بقايا لصخور مرجانية مما يثبت و بدون ادنى شك أن المنطقة كانت مغمورة تحت البحر قبل عشرات القرون

على اثر ذلك و من عشرات السنين توافد الكثير من محبي الاستكشاف من الاجانب الى تلك المنطقة لمعاينتها و البحث عما يمكن ان يوجد من بقايا حياة بحرية و بالفعل تم الكشف عن وجود اسنان قرش و عظام سمكية و قواقع بحرية. للأسف لم يعلم بذلك الا قلة قليلة من ابناء البلد و اغلبهم لم يكن لديه الاهتمام بهذا النوع من الاستكشاف





أم سدر-مارس 2007

1 03 2007

هذه الكشتة الثانية لنفس الفيضة في الصمان في غضون شهر مما يدلل على وفرة الربيع فيها و روعتها. كما ذكرنا سابقا في الكشتة الاولي، تقع فيضة أم سدر في منطقة السبسب بالصمان الواقعة إلى الغرب من الطريق المتجه شمالا من الأحساء الى النعيرية مرورا بعريعرة مقابل مدينة حنيذ. للمزيد عن الفيضة و منطقة السبسب و طبيعة الارض و دحل السبسب راجع رحلة (أم سدر/السبسب-فبراير-2007)

أنطلقت المجموعة المشاركة عصر الاربعاء لقضاء عطلة نهاية الاسبوع بين أحضان الطبيعة الصحراوية بأرض الصمان و الاستمتاع بالاجواء الشتوية بعد هطول الامطار و أكتساء اغلب فياض و خباري الصمان بالرداء الأخضر. فيضة أم سدر تعتبر من الفياض القريبة و مع ذلك اضطرت المجموعة للقياة ليلا لتأخر موعد الانطلاقة. من الظواهر الغريبة في هذه الرحلة و في أثناء القيادة ليلا هو حصول ثلاث بناجر لثلاث سيارات متتالية مما أخر موعد الوصول للفيضة أكثر. تغيير كفرات السيارات كان فرصة للتوقف و الاستمتاع و بأجواء ليل و سماء الصمان الصافية كما كانت فرصة للماشركين لتبادل الاحاديث و التعليقات.

من المشاركين في هذه الرحلة أشخاص لأول مرة يخرجون في كشته برية في منطقة الصمان و لحسن الحظ لم يخب ضنهم فقد استمتعوا بالمنطقة و جمال طبيعتها و كان ذلك واضحا عليهم من خلال مشاركتهم الفاعلة في الطبخ و الذبح و السلخ و حتى إختيار و شراء الذبيحة.

لم يكن بالأمكان التوقف عند دحل السبسب الواقع على طريق الفيضة لمرورنا به ليلا فقد واصلنا الطريق مباشرة للفيضة بعد إصلاح كفرات السيارات. لم يكتشف جمال المنطقة و مدى تربع (اخضرار) الارض خصوصا بالنسبة للكشاتة الجدد الا حين بزغ فجر الخميس و من خلال زقزقات طيور القوبع الذي يكثر في الصمان في هذه الاوقات، حينها ظهرت على محياهم علامات السرور و البهجة و الدهشة لما يشاهدونه من مسطحات خضراء في وسط صحراء طالما سمعوا بلهيب حرارتها و وعورة أرضها. أخذ الكشاته الجدد يتفحصون المنطقة مشيا على الاقدام و يتنفسون بعمق و كأنهم يستنشقون هواء بهذا النقاء لأول مرة.

لم يمضي وقت طويل حتى دبت الحياة في الجميع لأعداد وجبة الافطار و بعدها بدأ التفكير في وجبة الغداء و التحضير لشراء الذبيحة من أحد الرعاة المتجولين بالقرب من الفيضة و الذي تبين بأن عزبتهم على بعد دقائق بالسيارة من الفيضة. حينها قرر البعض ممن انيطت لهم مهمة شراء و ذبح و سلخ الذبيحة زيارة العزبة. إستقبل صاحب العزبة  الوفد في خيمته و شرب معهم القهوة و أمضى بعض الوقت للحديث مع بعضهم فيما الباقي مشغول بذبح و سلخ الذبيحة.

كان من ضمن المشاركين الجدد شخص له خبرة و ذوق رفيع جدا في إعداد الطعام حيث كان ذلك واضحا في وجبة العشاء ليلة الجمعة. فقد احضر سمك سبيطي جاهز من كل شئ و ملفوف في القصدير و جاهز لوضعه على الجمر. كما كان من ضمن قائمة العشاء سلطة أقل ما يقال عنها بأنها خمس نجوم. لا يمكن لأحد أن يتصور بأن يأكل ذلك العشاء في فيضة في الصمان و تحت السماء و لكنه حصل!!!

بعد ذلك العشاء الرائع فاجئنا اثنان من المجموعة برغبتهم بالمغادرة لأرتباطات شخصية كما يدعون على الرغم من تأخر الوقت و مخاطرة القيادة بالليل في الصمان خصوصا عندما تكون سيارة واحدة، لكن تلك كانت رغبتهم و لا يمكن الوقوف ضدها. هذه طبعا من الامور الغير محببة في الكشتات البعيدة حين يقرر اي شخص و بصورة مفاجئة المغادرة ما لم يكن هنلك ظرف طارئ.

لم تؤثر مغادرة الشخصين على المشاركين فقد استمتعوا بسهرة ليلة الجمعة وفعاليات نهار الجمعة التي لم تخلوا من التجوال حول المنطقة لأشباع كل جوارحهم من تلك المشاهد الجميلة و استنشاق عبق الزهور البرية الى حين وقت المغادرة عصرا.

 






قائمة بجميع الرحلات