أنطلقت المجموعة للكشتة في نهاية الاسبوع و كانت الوجة فيضة أم سدر في منطقة السبسب بالصمان الواقعة إلى الغرب من الطريق المتجه شمالا من الأحساء الى النعيرية مرورا بعريعرة مقابل مدينة حنيذ. تلك المنطقة و التي تعرف ايضا بأسم وادي المياه جزء من أرض الصمان ذات الطبيعة الصخرية الوعرة التي تكثر بها الجبال و الوديان و الهضاب و الدحول و ما أن تهطل عليها الامطار حتى تتحول المساحات المنخفضة منها الى فياض و رياض و خباري خضراء تكسوها الاعشاب و الزهور البرية.
في الطريق الى فيضة أم سدر يقع أحد أهم المعالم الارضية الطبيعية في منطقة السبسب وهو دحل السبسب و الذي يبعد 25 كم من الخط الرئيسي داخل البر. على الرغم من أن الهدف الرئيسي للرحلة هو الكشتة لكن وقوع الدحل على الطريق الواصل الى فيضة أم سدر أعطى للمشاركين المسوغ لقضاء بعض الوقت لأستكشافه.
الدحل له أربع فتحات على مستوى الارض و متصلة ببعضها تحت الارض. قام الكثير من الكشاتة بمحاولات ناجحة في إسكشاف الدحل من خلال اكبر الفتحات حيث كان ذلك واضح من خلال الكتابات على جدران الدحل من الداخل و وجود بقايا حبال و علامات. الدحل متشعب من الداخل و يمتد الى مسافات طويلة و متعرجة و منحدرة داخل الارض. في منطقة ما داخل الدحل لا يمكن المواصلة لضيق الممر و قلة الاكسجين و تجمع المياه خصوصا في موسم الامطار و بالطبع استعمال الفلاشات للأنارة و الحبال للأرشاد من ألامور الضرورية.
الطريق البري من الخط الرئيسي الى دحل السبسب و من الدحل الى فيضة أم سدر صخري كباقي أرض الصمان حيث تكثر به الهضاب و الوديان و المنخفضات التي كان أغلبها في حينها مغطاة بالعشب مما اضفى عليها حسنا و جمالا. نسبة الامطار الساقطة على منطقة السبسب في ذلك الوقت كانت غزيرة لدرجة أنها كانت واضحة على الطريق الى فيضة أم سدر. الكثير من الابل و الاغنام كانت ترعى في المنقطة مما يدلل على وجود الكثير من عزب البدو المنتشرة بين تلك الهضاب.
فيضة أم سدر كانت من أروع ما يتصور إذ كان العشب غزيراً جداً و بالغ الخضرة و شجر السدر زاهي الخضرة على غير المعتاد و بالمناسبة الفيضة سميت من قبل بعض الكشاتة بفيضة أم سدر لكثرة شجر السدر فيها.
الكشتة كانت رائعة بكل ما للكلمة من معنى ليس فقط لوفرة الربيع بل أيضا لقلة عدد المشاركين إذ لم يتجاوز العدد عشرة أفراد مما سهل عملية القيادة. شارك في هذه الكشتة اكثر من خبير في الطبخ ما جعل للوجبات طعم مميز خصوصا عندما تكون الذبيحة نعيمي بري من أحد البدوان بالمنطقة.
أمضت المجموعة في هذه الكشتة أوقات سعيدة و هادئة دون أي منغص يذكر على الرغم من شدة البرودة ليلا مما حدا بأحد المشاركين بالقول بأن هذه المنطقة مستحيل يمر عليها صيف … وهذا طبعا من باب المبالغة بسبب البرودة الشديدة حينها. الصمان بصورة عامة حارة جدا أيام الصيف و شديدة البرودة أيام الشتاء و هذا هو طابع جو الصحراء.
اشكرك على السرد الممتع للاحداث و ارجوا ايضا تسليط الضوء علي الاثار السلبية من مخلفات الكشاته علي سبيل المثال الرسم و الكتابه او رمي المخلفات من قبل بعض الكشاته و التي قد تنغص علي المتنزهين والزائريين للمواقع الترفيهية و الاثرية
يعطيك العافية وأشكرك على هذه اللفته الكريمة. فعلا ظاهرة رمي المخلفات والرسم عنوان غير حضاري