R A H A رَحَـلاتــي L A T I

على الرغم من الاعتقاد السائد بأن شبه الجزيرة العربية جزء من قارة آسيا لإتصالها بالقارة من الشمال و من الشمال الشرقي، لكن من وجهة نظر تاريخها الجيلوجي هي جزء متكامل من شمال شرق قارة أفريقيا منذو نشأتها قبل 500 مليون سنة.

ما يطلق عليه الدرع العربي (الجانب الشرقي للبحر الاحمر) و ما يطلق عليه الدرع النوبي (الجانب الغربي للبحر الاحمر) تكونوا كوحدة واحدة بنفس القوى في نفس الوقت و لم ينفصلا عن بعض مكونين البحر الاحمر إلا قبل 50 مليون سنة مضت.

القوى في الاعماق تحت القارات و التي تدفع الصفائح في طريقها عبر الكرة الارضية، قوى جبارة جدا لدرجة أن إستمرار إصطدام كتلتان قاريتان يسبب التحامهما كليا. عملية ألانضغاطا لناجمة تلك تتسبب في نشوء جبال مطوية عالية عند التقاء القارتين. أوضح مثال لتلك الجبال المطوية الناتجة عن عملية إنضعاط كتلتان قاريتان هي الجبل الأخضر في عمان. قمم ألجبل الأخضر تتكون من حجر جيري أو كلس بحريان و من السهل الحصول على متحجرات/أحافير لقواقع بحرية على قمم الجبال دفعت لعلو 2000 متر من شاطئ بحر قديم بفعل الاصطدام و الطي الناتج.

بنفس الطريقة، أصطدام شبه الجزيرة بآسيا ولد جبالا على طول شمال و شمال شرق حافة الصفيحة العربية. جبال زاجروس في في ايران و جبال طوروس في جنوب شرق تركيا نتيجة لذلك الاصطدام. البقايا المتفتتة من جبال زاجروس شبيهة بالتكوينات الرسوبية التي تغطي وسط و شرق شبه الجزيرة و التي تمتد تحت الخليج العربي و حتى جنوب ايران. تكوينات أقصى الطرف الشرقي لتلك الجبال طويت و دفعت آلاف ألامتار للأعلى من مستوى سطح البحر. يبدو أنه يوجد بناء مستمر لجبال زاجروس خلال ألـ 50 مليون سنة الاخيرة. في حقيقة الامر الهزات الارضية في الوقت الحاضر في جبال زاجروس دليل على أن هذه الجبال ليست بحالة ثابته.

آخر أعظم تكون تكتوني للصفيحة العربية حدث قبل حوالي 3 ملايين سنة مضت في أواسط العصر الحديث نتج عنه ثلاث تغيرات هامة للأرض. قوى الضغط على طول خط اصطدام صفيحتي الجزيرة العربية بصفيحة أوراسيوي عصر الارض للأعلى رافعا جبال زاجروس الى ارتفاعهم الحالي. شبه الجزيرة العربية انحرفت للأعلى بأتجاه الجنوب الغربي و للأسفل بأتجاه الشمال الشرقي و الذي كان له تأثير خفض الحافة الشرقية تحت مستوى البحر ما سبب في تكون الخليج العربي.

واكب تلك الأحداث و التغيرات الجيولوجية تغيرات جوهرية في نمط المناخ. آخر العصور الطويلة من الطقس الساخن و الرطب وقع على شبه الجزيرة العربية في فترة المليونين سنة التالية. هطول الامطار الغزيرة في تلك الفترة المطولة غير طبيعة الارض العربية بطريقة مؤثرة. كل الارض الواقعة شرق الحد الفاصل لجبال البحر الاحمر تأمنت بأنهر قوية و عظيمة، كميات هائلة من الصخور و الرمل و الحصى جرفت بأتجاه الشرق لتملاء حوض الربع الخالي لتشكل سهول حصباء و حصى في شرق و شمال شرق الجزيرة العربية. هطول الامطار المتصرف من جبال اليمن بأتجاه الشرق كون وادي حضرموت العظيم.

ما بين ثلاثة ملايين و مليون سنة مضت، نظام من ألامطار الغزيرة كان سائدا فوق شبه الجزيرة. ثلاث أنهر مقاربة في الحجم و التدفق لأعظم انهر العصر الحاضر كانت تتدفق من الغرب الى الشرق عبر شبه الجزيرة و تصب في الخليج العربي. قيعان تلك الانهر عبارة عن بقايا وديان جافة في الوقت الحاضر. السمات الطبوغرافية المتصدعة للجبال الغربية هو نتيجة للقوة التأكلية لجريان المياه و التي جرفت الحطام و الطمي من الدرع العربي بعيدا الى الشرق.

وادي الدواسر يندفع خلال الجرف في السليل ليملاء حوض الربع الخالي بالرمال و الحصباء و الحصى و الصخور من الدرع العربي. وادي السهباء مصرف لوسط شبه الجزيرة العربية، يجمع مياه الروافد التي تجري عبر جبال طويق عند وادي برك و وادي الحوطة و وادي النساء قبل أن يندفع شرقا من الخرج الى حرض. وادي الرمة، مصرف لأغلب مياه الشمال و يجري شمال شرق بأتجاه الخليج العربي عند الكويت على طول وادي الباطن.

وادي السهباء و وادي الرمة/الباطن كونوا دلتا واسعة جدا عند مصباتهم. دلتا وادي السهباء يمتد من حرض الى الخليج العربي على بعد 200 كم بعرض يمتد من العقير الى ادنى قطر مكونا قوس بطول 150 كم. دلتا وادي الرمة حاليا عبارة عن مسطح الدبدبة المستوي الشاسع الذي يغطي معظم شمال شرق شبه الجزيرة حول الكويت.