رحلة قصر ابو جفان – يناير 25 2022

27 01 2022

من مظاهر ثقافة اي مجتمع ورقيه الاهتمام بالمعالم التاريخية والاثرية وتسليط الضوء على السردية التاريخية وابرازها للباحثين والمهتمين. وبالطبع لن يحصل هذا الا من خلال المحافظة عليها وتوعية المجتمع بالحافظ عليها وعدم المساس بها وتشويهها كما فعل بقصر ابو جفان وللأسف

ففي رحلتي الفردية بتاريخ 25 يناير لهذا المعلم التاريخي والتي تعتبر الثانية بعد عام 2011، فقد سائني ما شاهدته من تشويه وتخريب للموقع على الرغم من اهتمام المعنيين بترميمه. فقد تم تكسير اجزاء من السور الخارجي والبوابات والارضيات اضافة الى تشويه حيطان القصر بالكتابات الفارغة والرسومات السخيفة. اما بخصوص نظافة الموقع فتلك قصة اخرى تبعث على الاشمئزاز. فجميع غرف وساحات القصر تملأها قوارير الماء البلاستيكية وبقايا الطعام

الاهتمام بالمعالم التاريخية والاثار والمحافظة عليها لا يمكن ان يتحقق ما لم يكن لدى المجتمع الوعي والادراك بأهميتها مهما فرضت السلطات من قوانين رادعة وخصوصا المواقع البعيدة في المناطق النائية والصحراوية مثل قصر ابو جفان

فهذا القصر يقع في منطقة وعره تسمى العرمة بين الاحساء والخرج والرياض، وهو للخرج أقرب. فقد تم بنائه عام 1366 هـ وتعود تسميته بهذا الاسم نسبة الى مورد ماء قديم في منطقة العرمة يستخدمه اهل البادية يسمى ابو جفان

ما يميز قصر ابو جفان وجوده في منطقة ذات تضاريس رائعة من جبال وجروف واودية وشعبان وهو ما حفز الجانب الترفيهي للرحلة بل حتى الطريق البري للقصر يمر من خلال بعض الفياض التي يكثر فيها شجر السدر المعمر التي تتميز بها تلك المنطقة اضافة الى بعض النباتات البرية الدائمة. ومع هطول الامطار تكتسي تلك الفياض والاودية حول القصر بالنباتات والاعشاب البرية، بل تتحول بطون تلك الاودية الى بحيرات وسيول ومرتفعاتها الى شلالات

قصر ابو جفان نفسه يقع على جرف صخري ويطل على وادي جميل من الواضح انه ممر للأمطار المنحدرة من الجبال المحيطة لاخضرار ارضه وكثرة اشجاره. كما يوجد في بطن الوادي بئر ماء، ولا اعلم ان كان ذلك هو بئر ابو جفان الذي نسب القصر اليه

امضيت نهار اليوم الاول للرحلة في تصوير وتوثيق قصر ابو جفان اضافة الى استكشاف المنطقة المحيطة به وخصوصا الجروف والوديان التي تشكلت في بطونها بعض البحيرات الصغيرة نتيجة الامطار

في نهاية اليوم الاول وتحديدا الساعة الرابعة والنصف غادرت منطقة القصر متوجها الى واحدة من الفياض التي مررت بها لتكون محطة التخييم لتلك الليلة

اجواء الرحلة نهارا وليلا كانت أكثر من رائعة. فقد كانت البرودة معتدلة جدا وسرعة الرياح تكاد تكون ساكنه مما اتاح لي فرصة الاستمتاع بكل لحظة فيها. صباح اليوم الثاني كان له ما يميزه وهو الاستيقاظ فجرا على اصوات طيور القوبع والعصافير معلنة بداية يوم جديد

الرحلة كانت موفقة وجميلة ولم يكدرها الا مشاهد التخريب والتشويه لمعلم تاريخي على يد بعض من جهلوا قيمة التراث والآثار


Actions

Information

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

* Copy This Password *

* Type Or Paste Password Here *


قائمة بجميع الرحلات